اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب الاضطرار إلى الحجة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبان ، قال : أخبرني الأحول أن زيد بن علي بن الحسين عليهماالسلام بعث إليه وهو مستخف ، قال : فأتيته ، فقال لي : يا أبا جعفر ، ما تقول إن طرقك طارق منا؟ أتخرج معه؟ قال : فقلت له : إن كان أباك أو أخاك ، خرجت معه ، قال : فقال لي : فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم ، فاخرج معي ، قال : قلت : لا ، ما أفعل جعلت فداك. قال : فقال لي : أترغب بنفسك عني ؟ قال : فقلت له : إنما هي نفس واحدة ، فإن كان لله في الأرض حجة ، فالمتخلف عنك ناج ، والخارج معك هالك ، وإن لايكن لله حجة في الأرض ، فالمتخلف عنك والخارج معك سواء. قال : فقال لي : يا أبا جعفر ، كنت أجلس مع أبي على الخوان ، فيلقمني البضعة السمينة ، ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد ؛ شفقة علي ولم يشفق علي من حر النار إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به؟ فقلت له : جعلت فداك ، من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ، خاف عليك أن لاتقبله ، فتدخل النار ، وأخبرني أنا ، فإن قبلت نجوت ، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار. ثم قلت له : جعلت فداك ، أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال : بل الأنبياء ، قلت : يقول يعقوب ليوسف : ( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) ، لم لم يخبرهم حتى كانوا لايكيدونه؟ ولكن كتمهم ذلك ، فكذا أبوك كتمك ؛ لأنه خاف عليك. قال : فقال : أما والله ، لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني أقتل وأصلب بالكناسة ، وإن عنده لصحيفة فيها قتلي وصلبي ، فحججت ، فحدثت أبا عبد الله عليه السلام بمقالة زيد وما قلت له ، فقال لي : « أخذته من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ، ولم تترك له مسلكا يسلكه » .