اسم الكتاب : كتاب الجنائز
اسم الباب : باب ما يعاين المؤمن والكافر
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن خالد بن عمارة ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « إذا حيل بينه وبين الكلام ، أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله ومن شاء الله ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله عن يمينه ، والآخر عن يساره ، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ما كنت ترجو ، فهو ذا أمامك ، وأما ما كنت تخاف منه ، فقد أمنت منه. ثم يفتح له باب إلى الجنة ، فيقول : هذا منزلك من الجنة ، فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة ، فيقول : لاحاجة لي في الدنيا ، فعند ذلك يبيض لونه ، ويرشح جبينه ، وتقلص شفتاه ، وتنتشر منخراه ، وتدمع عينه اليسرى ، فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها ، فإذا خرجت النفس من الجسد ، فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد ،فتختار الآخرة ، فتغسله فيمن يغسله ، وتقلبه فيمن يقلبه ، فإذا أدرج في أكفانه ، ووضع على سريره ، خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما ، وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ، ويبشرونه بما أعد الله له - جل ثناؤه - من النعيم ، فإذا وضع في قبره ، رد إليه الروح إلى وركيه ، ثم يسأل عما يعلم ، فإذا جاء بما يعلم ، فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله صلى الله عليه وآله ، فيدخل عليه من نورها وبردها وطيب ريحها ». قال : قلت : جعلت فداك ، فأين ضغطة القبر؟ فقال : « هيهات ، ما على المؤمنين منها شيء ، والله ، إن هذه الأرض لتفتخر على هذه ، فتقول : وطئ على ظهري مؤمن ، ولم يطأ على ظهرك مؤمن ،وتقول له الأرض : والله ، لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري ، فأما إذا وليتك ، فستعلم ما ذا أصنع بك ، فتفسح له مد بصره ».