اسم الكتاب : كتاب الحيض
اسم الباب : باب معرفة دم الحيض والعذرة والقرحة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد جميعا ، عن محمد بن خالد ، عن خلف بن حماد ؛ ورواه أحمد أيضا عن محمد بن أسلم ، عن خلف بن حماد الكوفي ، قال : تزوج بعض أصحابنا جارية معصرا لم تطمث ، فلما اقتضها سال الدم ، فمكث سائلا لاينقطع نحوا من عشرة أيام ، قال : فأروها القوابل و من ظنوا أنه يبصر ذلك من النساء ، فاختلفن ، فقال بعض : هذا من دم الحيض ، وقال بعض : هو من دم العذرة ، فسألوا عن ذلك فقهاءهم كأبي حنيفة وغيره من فقهائهم ، فقالوا : هذا شيء قد أشكل ، والصلاة فريضة واجبة ، فلتتوضأ ولتصل ، وليمسك عنها زوجها حتى ترى البياض ، فإن كان دم الحيض ، لم يضرها الصلاة ، وإن كان دم العذرة ، كانت قد أدت الفريضة ، ففعلت الجارية ذلك ، وحججت في تلك السنة ، فلما صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، فقلت : جعلت فداك ، إن لنا مسألة قد ضقنا بها ذرعا ، فإن رأيت أن تأذن لي ، فآتيك وأسألك عنها؟ فبعث إلي : « إذا هدأت الرجل وانقطع الطريق ، فأقبل إن شاء الله ». قال خلف : فرعيت الليل حتى إذا رأيت الناس قد قل اختلافهم بمنى ، توجهت إلى مضربه ، فلما كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد على الطريق ، فقال : من الرجل؟ فقلت : رجل من الحاج ، فقال : ما اسمك؟ قلت : خلف بن حماد ، قال : ادخل بغير إذن ، فقد أمرني أن أقعد هاهنا ، فإذا أتيت أذنت لك ، فدخلت وسلمت ، فرد السلام وهو جالس على فراشه وحده ما في الفسطاط غيره ، فلما صرت بين يديه ، سألني وسألته عن حاله ، فقلت له : إن رجلا من مواليك تزوج جارية معصرا لم تطمث ، فلما اقتضها ، سال الدم ، فمكث سائلا لاينقطع نحوا من عشرة أيام ، وإن القوابل اختلفن في ذلك ، فقال بعضهن : دم الحيض ، وقال بعضهن : دم العذرة ، فما ينبغي لها أن تصنع؟ قال : « فلتتق الله ، فإن كان من دم الحيض ، فلتمسك عن الصلاة حتى ترى الطهر ، وليمسك عنها بعلها ؛ وإن كان من العذرة فلتتق الله ، ولتتوضأ ،ولتصل ، ويأتيها بعلها إن أحب ذلك ». فقلت له : وكيف لهم أن يعلموا مما هو حتى يفعلوا ما ينبغي؟ قال : فالتفت يمينا وشمالا في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد ، قال : ثم نهد إلي ، فقال : « يا خلف ، سر الله ، سر الله ، فلا تذيعوه ، ولاتعلموا هذا الخلق أصول دين الله ، بل ارضوا لهم ما رضي الله لهم من ضلال ». قال : ثم عقد بيده اليسرى تسعين ، ثم قال : « تستدخل القطنة ، ثم تدعها مليا ، ثم تخرجها إخراجا رفيقا ، فإن كان الدم مطوقا في القطنة ، فهو من العذرة ؛ وإن كان مستنقعا في القطنة ، فهو من الحيض ». قال خلف : فاستحفني الفرح ، فبكيت ، فلما سكن بكائي قال : « ما أبكاك؟ » قلت : جعلت فداك ، من كان يحسن هذا غيرك؟ قال : فرفع يده إلى السماء ، وقال : « والله ، إني ما أخبرك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، عن جبرئيل ، عن الله عز وجل ».