اسم الكتاب : كتاب التوحيد
اسم الباب : باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام : « يا يونس ، لاتقل بقول القدرية ؛ فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ، ولا بقول أهل النار ، ولا بقول إبليس ؛ فإن أهل الجنة قالوا : ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ) وقال أهل النار : ( ربنا غلبت ) ( علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ) وقال إبليس : ( رب بما أغويتني ) ». فقلت : والله ، ما أقول بقولهم ، ولكني أقول : لايكون إلا بما شاء الله وأراد ، وقدر وقضى ، فقال : « يا يونس ، ليس هكذا ، لايكون إلا ما شاء الله وأراد ، وقدر وقضى ؛ يا يونس ، تعلم ما المشيئة؟ » ، قلت : لا ، قال : « هي الذكر الأول ، فتعلم ما الإرادة؟ » ، قلت : لا ، قال : « هي العزيمة على ما يشاء ، فتعلم ما القدر ؟ » ، قلت : لا ، قال : « هي الهندسة ، ووضع الحدود من البقاء والفناء ». قال : ثم قال : « والقضاء هو الإبرام وإقامة العين ». قال : فاستأذنته أن أقبل رأسه ، وقلت : فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة.