اسم الكتاب : كتاب التوحيد
اسم الباب : باب البداء
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، قال : سئل العالم عليه السلام : كيف علم الله؟ قال : « علم وشاء ، وأراد وقدر ، وقضى وأمضى ؛ فأمضى ما قضى ، وقضى ما قدر ، وقدر ما أراد ؛ فبعلمه كانت المشيئة ، وبمشيئته كانت الإرادة ، وبإرادته كان التقدير ، وبتقديره كان القضاء ، وبقضائه كان الإمضاء ، والعلم متقدم على المشيئة ، والمشيئة ثانية ، والإرادة ثالثة ، والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء ؛ فلله ـ تبارك وتعالى ـ البداء فيما علم متى شاء ، وفيما أراد لتقدير الأشياء ، فإذا وقع القضاء بالإمضاء ، فلا بداء ، فالعلم بالمعلوم قبل كونه ، والمشيئة في المنشا قبل عينه ، والإرادة في المراد قبل قيامه ، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا ، والقضاء بالإمضاء هو المبرم من المفعولات ذوات الأجسام المدركات بالحواس من ذوي لون وريح ووزن وكيل ، وما دب ودرج من إنس وجن وطير وسباع ، وغير ذلك مما يدرك بالحواس ، فلله ـ تبارك وتعالى ـ فيه البداء مما لا عين له ، فإذا وقع العين المفهوم المدرك ، فلا بداء ، والله يفعل ما يشاء ؛ فبالعلم علم الأشياء قبل كونها ؛ وبالمشيئة عرف صفاتها وحدودها ، وأنشأها قبل إظهارها ؛ وبالإرادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها ؛ وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها وآخرها ؛ وبالقضاء أبان للناس أماكنها ، ودلهم عليها ؛ وبالإمضاء شرح عللها ، وأبان أمرها ، وذلك تقدير العزيز العليم ».