Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب التوحيد

اسم الباب : باب النوادر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام في قول الله عز وجل : ( فلما آسفونا انتقمنا منهم ) فقال : « إن الله ـ عز وجل ـ لايأسف كأسفنا ، ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه ، وسخطهم سخط نفسه ؛ لأنه جعلهم الدعاة إليه ، والأدلاء عليه ، فلذلك صاروا كذلك ، وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ، لكن هذا معنى ما قال من ذلك ، وقد قال : « من أهان لي وليا ، فقد بارزني بالمحاربة ، ودعاني إليها » وقال : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) وقال : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ) فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك ، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك ، ولو كان يصل إلى الله الأسف والضجر ـ وهو الذي خلقهما وأنشأهما ـ لجاز لقائل هذا أن يقول : إن الخالق يبيد يوما ما ؛ لأنه إذا دخله الغضب والضجر ، دخله التغير ، وإذا دخله التغير لم يؤمن عليه الإبادة ، ثم لم يعرف المكون من المكون ، ولا القادر من المقدور عليه ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا ؛ بل هو الخالق للأشياء لالحاجة ، فإذا كان لالحاجة ، استحال الحد والكيف فيه ، فافهم إن شاء الله تعالى ». ‌


   Back to List