Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب التوحيد

اسم الباب : باب العرش والكرسي

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، قال : سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه‌ السلام ، فاستأذنته ، فأذن لي ، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ، ثم قال له : أفتقر أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « كل محمول مفعول به ، مضاف إلى غيره ، محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ ، والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة ، وكذلك قول القائل : فوق ، وتحت ، وأعلى ، وأسفل ، وقد قال الله تعالى : ( ولله ) ( الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ولم يقل في كتبه : إنه المحمول ، بل قال : إنه الحامل في البر والبحر ، والممسك السماوات والأرض أن تزولا ، والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه : يا محمول ». قال أبو قرة : فإنه قال : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) وقال : ( الذين يحملون العرش ) ؟ فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « العرش ليس هو الله ، والعرش اسم علم وقدرة وعرش فيه كل شيء ، ثم أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلقه ؛ لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه ، وخلقا يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه ، وملائكة يكتبون أعمال عباده ، واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته ، والله على العرش استوى كما قال. والعرش ومن يحمله ومن حول العرش ، والله الحامل لهم ، الحافظ لهم ، الممسك ، القائم على ‌كل نفس ، وفوق كل شيء ، و على كل شيء ، ولا يقال : محمول ، ولا أسفل ـ قولا مفردا لايوصل بشيء ـ فيفسد اللفظ والمعنى ». قال أبو قرة : فتكذب بالرواية التي جاءت : أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم ، فيخرون سجدا ، فإذا‌ ذهب الغضب ، خف ورجعوا إلى مواقفهم؟ فقال أبو الحسن عليه‌ السلام : « أخبرني عن الله ـ تبارك وتعالى ـ منذ لعن إبليس ، إلى يومك هذا هو غضبان عليه ، فمتى رضي؟ وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه ، كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغير من حال إلى حال ، وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين؟! سبحانه وتعالى ، لم يزل مع الزائلين ، ولم يتغير مع المتغيرين ، ولم يتبدل مع المتبدلين ، ومن دونه في يده وتدبيره ، وكلهم إليه محتاج ، وهو غني عمن سواه » .


   Back to List