اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب في تنقل أحوال القلب
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن النعمان الأحول ، عن سلام بن المستنير ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام ، فدخل عليه حمران بن أعين ، وسأله عن أشياء ، فلما هم حمران بالقيام ، قال لأبي جعفر عليه السلام : أخبرك - أطال الله بقاءك لنا ، وأمتعنا بك - أنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا ، وتسلو أنفسنا عن الدنيا ، ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ، ثم نخرج من عندك ، فإذا صرنا مع الناس والتجار ، أحببنا الدنيا؟ قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : « إنما هي القلوب مرة تصعب ، ومرة تسهل ». ثم قال أبو جعفر عليه السلام : « أما إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله قالوا : يا رسول الله ، نخاف علينا النفاق ». قال : فقال : « ولم تخافون ذلك؟ قالوا : إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا ، وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا ، حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك ، فإذا خرجنا من عندك ، ودخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ، ورأينا العيال والأهل ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن على شيء ، أ فتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : كلا إن هذه خطوات الشيطان ، فيرغبكم في الدنيا ، والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ، ومشيتم على الماء ، ولو لاأنكم تذنبون فتستغفرون الله ، لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ، ثم يستغفروا الله ، فيغفر الله لهم ، إن المؤمن مفتن تواب ، أما سمعت قول الله عز وجل : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) وقال : ( استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) ؟ ».