اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب الضلال
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن رجل ، عن زرارة : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قلت له : ما تقول في مناكحة الناس ؛ فإني قد بلغت ما تراه وما تزوجت قط؟ فقال : « و ما يمنعك من ذلك؟ » فقلت : ما يمنعني إلا أنني أخشى أن لاتحل لي مناكحتهم ، فما تأمرني؟ فقال : « فكيف تصنع وأنت شاب؟ أتصبر؟ » قلت : أتخذ الجواري ، قال : « فهات الآن ، فبما تستحل الجواري؟ » قلت : إن الأمة ليست بمنزلة الحرة ، إن .. رابتني بشيء بعتها و اعتزلتها ، قال : « فحدثني بما استحللتها ؟ » قال : فلم يكن عندي جواب. فقلت له : فما ترى أتزوج؟ فقال : « ما أبالي أن تفعل » قلت : أرأيت قولك : « ما أبالي أن تفعل » فإن ذلك على جهتين تقول : لست أبالي أن تأثم من غير أن آمرك ، فما تأمرني أفعل ذلك بأمرك؟ فقال لي : « قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج ، وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما قد كان ، إنهما قد كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين ». فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي ، إنما هي تحت يده ، وهي مقرة بحكمه ، مقرة بدينه ، قال : فقال لي : « ما ترى من الخيانة في قول الله عز وجل : ( فخانتاهما ) ؟ ما يعني بذلك إلا الفاحشة ، وقد زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فلانا ». قال : قلت : أصلحك الله ، ما تأمرني أنطلق فأتزوج بأمرك؟ فقال لي : « إن كنت فاعلا ، فعليك بالبلهاء من النساء » قلت : وما البلهاء؟ قال : « ذوات الخدور ، العفائف » فقلت : من هي على دين سالم بن أبي حفصة؟ قال : « لا » فقلت : من هي على دين ربيعة الرأي؟ فقال : « لا ، ولكن العواتق اللواتي لاينصبن كفرا ، ولايعرفن ما تعرفون». قلت : وهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة؟ فقال : « تصوم و تصلي وتتقي الله ، ولاتدري ما أمركم » فقلت : قد قال الله عز و جل : ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) لاو الله ، لايكون أحد من الناس ليس بمؤمن ولاكافر . قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : « قول الله أصدق من قولك يا زرارة ، أرأيت قول الله عز و جل : ( خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ) فلما قال : عسى ؟ » فقلت : ما هم إلا مؤمنين أو كافرين ، قال : فقال : « ما تقول في قوله عز وجل : ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ) إلى الإيمان؟ ». فقلت : ما هم إلا مؤمنين أو كافرين ، فقال : « والله ، ما هم بمؤمنين ولاكافرين ». ثم أقبل علي ، فقال : « ما تقول في أصحاب الأعراف ؟ » فقلت : ما هم إلا مؤمنين أو كافرين ، إن دخلوا الجنة فهم مؤمنون ، وإن دخلوا النار فهم كافرون ، فقال : « والله ، ما هم بمؤمنين ولاكافرين ، ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون ، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون ، ولكنهم قوم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فقصرت بهم الأعمال ، وإنهم لكما قال الله عز وجل ». فقلت : أمن أهل الجنة هم ، أم من أهل النار؟ فقال : « اتركهم حيث تركهم الله ». قلت : أفترجئهم ؟ قال : « نعم ، أرجئهم كما أرجأهم الله ، إن شاء أدخلهم الجنة برحمته ، وإن شاء ساقهم إلى النار بذنوبهم ولم يظلمهم ». فقلت : هل يدخل الجنة كافر؟ قال : « لا » قلت : فهل يدخل النار إلا كافر؟ قال : فقال : « لا ، إلا أن يشاء الله ، يا زرارة إنني أقول : ما شاء الله ، وأنت لاتقول : ما شاء الله ، أما إنك إن كبرت ، رجعت وتحللت عنك عقدك ».