Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر

اسم الباب : باب حب الدنيا والحرص عليها‌

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن منصور بن العباس ، عن سعيد بن جناح ، عن عثمان بن سعيد ، عن عبد الحميد بن علي الكوفي ، عن مهاجر الأسدي : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « مر عيسى بن مريم عليه‌ السلام على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها ، فقال : أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة ، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا. فقال الحواريون : يا روح الله وكلمته ، ادع الله أن يحييهم لنا ، فيخبرونا ما كانت أعمالهم؟ فنجتنبها . فدعا عيسى عليه‌ السلام ربه ، فنودي من الجو : أن نادهم ، فقام عيسى عليه‌ السلام بالليل على شرف من الأرض ، فقال : يا أهل هذه القرية ، فأجابه منهم مجيب : لبيك يا روح الله وكلمته ، فقال : ويحكم ، ما كانت أعمالكم؟ قال : عبادة الطاغوت ، وحب الدنيا مع خوف قليل ، وأمل بعيد ، وغفلة في لهو ولعب. فقال : كيف كان حبكم للدنيا ؟ قال : كحب الصبي لأمه ، إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا ، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا. قال : كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال : الطاعة لأهل المعاصي. قال : كيف كان عاقبة أمركم؟ قال : بتنا ليلة في عافية ، وأصبحنا في الهاوية ، فقال : وما الهاوية؟ فقال : سجين . قال : وما سجين ؟ قال : جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة. قال : فما قلتم ، وما قيل لكم؟ قال : قلنا : ردنا إلى الدنيا فنزهد فيها ، قيل لنا : كذبتم. قال : ويحك ، كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟ قال : يا روح الله ، إنهم ملجمون بلجام من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد ، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلما نزل العذاب عمني معهم ، فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم لا أدري أكبكب فيها ، أم أنجو منها؟ فالتفت عيسى عليه‌ السلام إلى الحواريين ، فقال : يا أولياء الله ، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش ، والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة ». ‌


   Back to List