اسم الكتاب : كتاب التوحيد
اسم الباب : باب الكون والمكان
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام ، فقال له : أخبرني عن ربك متى كان؟ فقال : « ويلك ، إنما يقال لشيء لم يكن : متى كان ؛ إن ربي ـ تبارك وتعالى ـ كان ولم يزل حيا بلا كيف ـ ولم يكن له « كان » ، ولا كان لكونه كون كيف ، ولا كان له أين ، ولا كان في شيء ، ولا كان على شيء ، ولا ابتدع لمكانه مكانا ، ولا قوي بعد ما كون الأشياء ، ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا ، ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا ، ولا يشبه شيئا مذكورا ، ولا كان خلوا من الملك قبل إنشائه ، ولا يكون منه خلوا بعد ذهابه ، لم يزل حيا بلا حياة ، وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا ، وملكا جبارا بعد إنشائه للكون ؛ فليس لكونه كيف ، ولا له أين ، ولا له حد ، ولا يعرف بشيء يشبهه ، ولا يهرم لطول البقاء ، ولا يصعق لشيء ، بل لخوفه تصعق الأشياء كلها ، كان حيا بلا حياة حادثة ، ولا كون موصوف ، ولا كيف محدود ، ولا أين موقوف عليه ، ولا مكان جاور شيئا ، بل حي يعرف ، وملك لم يزل له القدرة والملك ، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيئته ، لايحد ، ولا يبعض ، ولا يفنى ، كان أولا بلا كيف ، ويكون آخرا بلا أين ، و ( كل شيء هالك إلا وجهه ) ، ( له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) . ويلك أيها السائل ، إن ربي لاتغشاه الأوهام ، ولا تنزل به الشبهات ، ولا يحار من شييء ، ولا يجاوزه شيء ، ولا ينزل به الأحداث ، ولا يسأل عن شيء ، ولا يندم على شيء ، و ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) ، ( له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ) .