Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب التوحيد

اسم الباب : باب حدوث العالم وإثبات المحدث

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عباس بن عمرو الفقيمي : عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله عليه‌ السلام وكان من قول أبي عبد الله عليه‌ السلام : « لا يخلو قولك : « إنهما اثنان » من أن يكونا قديمين قويين ، أو يكونا ضعيفين ، أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا ، فإن كانا قويين ، فلم لايدفع كل واحد منهما صاحبه ، ويتفرد بالتدبير ؟ وإن زعمت أن أحدهما قوي ، والآخر ضعيف ، ثبت أنه واحد كما نقول ؛ للعجز الظاهر في الثاني. فإن قلت : إنهما اثنان ، لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة ، أو مفترقين من كل جهة ، فلما رأينا الخلق منتظما ، والفلك جاريا ، والتدبير واحدا ، والليل والنهار والشمس والقمر ، دل صحة الأمر والتدبير ، وائتلاف الأمر على أن المدبر واحد. ثم يلزمك ـ إن ادعيت اثنين ـ فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين ، فصارت الفرجة ثالثا بينهما ، قديما معهما ، فيلزمك ثلاثة ، فإن ادعيت ثلاثة ، لزمك ما قلت في الاثنين حتى يكون بينهم فرجة ، فيكونوا‌ خمسة ، ثم يتناهى في العدد إلى ما لانهاية له في الكثرة ». قال هشام : فكان من سؤال الزنديق أن قال : فما الدليل عليه ؟ فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : « وجود الأفاعيل دلت على أن صانعا صنعها ، ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني ، علمت أن له بانيا وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده؟ » قال : فما هو؟ قال : « شيء بخلاف الأشياء ؛ ارجع بقولي إلى إثبات معنى ، وأنه شيء بحقيقة الشيئية ، غير أنه لاجسم ولا صورة ، ولا يحس ولا يجس ، ولا يدرك بالحواس الخمس ، لاتدركه الأوهام ، ولا تنقصه الدهور ، ولا تغيره الأزمان » .


   Back to List