اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب حقيقة الإيمان واليقين
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي محمد الوابشي وإبراهيم بن مهزم ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بالناس الصبح ، فنظر إلى شاب في المسجد ، وهو يخفق ويهوي برأسه مصفرا لونه ، قد نحف جسمه ، وغارت عيناه في رأسه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : كيف أصبحت يا فلان؟ قال : أصبحت - يا رسول الله - موقنا. فعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله ، وقال : إن لكل يقين حقيقة ، فما حقيقة يقينك؟ فقال : إن يقيني - يا رسول الله - هو الذي أحزنني ، وأسهر ليلي ، وأظمأ هواجري ، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد نصب للحساب ، وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون ، و على الأرائك متكئون ، وكأني أنظر إلى أهل النار وهم فيها معذبون مصطرخون ، وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه : هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان ، ثم قال له : الزم ما أنت عليه. فقال الشاب : ادع الله لي يا رسول الله أن أرزق الشهادة معك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وآله ، فاستشهد بعد تسعة نفر ، وكان هو العاشر ».