Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر

اسم الباب : باب ‌

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ؛ وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌ السلام ؛ وبأسانيد مختلفة ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : خطبنا أمير المؤمنين عليه‌ السلام في داره - أو قال : في القصر - ونحن مجتمعون ، ثم أمر - صلوات الله عليه - فكتب في كتاب ، وقرئ على الناس. وروى غيره أن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين عليه‌ السلام عن صفة الإسلام والإيمان والكفر والنفاق ، فقال : « أما بعد ، فإن الله - تبارك وتعالى - شرع الإسلام ، وسهل شرائعه لمن ورده ، وأعز أركانه لمن حاربه ، وجعله عزا لمن تولاه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن ائتم به ، وزينة لمن تجلله ، وعذرا لمن انتحله ، وعروة لمن اعتصم به ، وحبلا لمن استمسك به ، وبرهانا لمن تكلم به ، ونورا لمن استضاء به ، وعونا لمن استغاث به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاج به ، وعلما لمن وعاه ، وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى ، وحلما لمن جرب ، ولباسا لمن تدبر ، وفهما لمن تفطن ، ويقينا لمن عقل ، وبصيرة لمن عزم ، وآية لمن توسم ، وعبرة لمن اتعظ ، ونجاة لمن صدق ، وتؤدة لمن أصلح ، وزلفى لمن اقترب ، وثقة لمن توكل ، ورخاء لمن فوض ، وسبقة لمن أحسن ، وخيرا لمن سارع ، وجنة لمن صبر ، ولباسا لمن اتقى ، وظهيرا لمن رشد ، وكهفا لمن آمن ، وأمنة لمن أسلم ، ورجاء لمن صدق ، وغنى لمن قنع. فذلك الحق سبيله الهدى ، ومأثرته المجد ، وصفته الحسنى ؛ فهو أبلج المنهاج ، مشرق المنار ، ذاكي المصباح ، رفيع الغاية ، يسير المضمار ، جامع الحلبة ، سريع السبقة ، أليم النقمة ، كامل العدة ، كريم الفرسان ؛ فالإيمان منهاجه ، والصالحات مناره ، والفقه مصابيحه ، والدنيا مضماره ، والموت غايته ، والقيامة حلبته ، والجنة سبقته ، والنار نقمته ، والتقوى عدته ، والمحسنون فرسانه. فبالإيمان يستدل على الصالحات ، وبالصالحات يعمر الفقه ، وبالفقه يرهب الموت ، وبالموت تختم الدنيا ، وبالدنيا تجوز القيامة ، وبالقيامة تزلف الجنة ، والجنة حسرة أهل النار ، والنار موعظة المتقين ، والتقوى سنخ الإيمان ».


   Back to List