اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إنكم لاتكونون صالحين حتى تعرفوا ، ولا تعرفون حتى تصدقوا ، ولا تصدقون حتى تسلموا أبوابا أربعة لايصلح أولها إلا بآخرها ، ضل أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا ، إن الله - تبارك وتعالى - لايقبل إلا العمل الصالح ، ولا يتقبل الله إلا بالوفاء بالشروط والعهود ، ومن وفى الله بشروطه واستكمل ما وصف في عهده ، نال ما عنده واستكمل وعده . إن الله - عز وجل - أخبر العباد بطرق الهدى ، وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون ، فقال : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) وقال : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) فمن اتقى الله - عز وجل - فيما أمره ، لقي الله - عز وجل - مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله ؛ هيهات هيهات ، فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا ، وظنوا أنهم آمنوا ، وأشركوا من حيث لايعلمون ؛ إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى. وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعته ؛ فمن ترك طاعة ولاة الأمر ، لم يطع الله ولا رسوله ، وهو الإقرار بما نزل من عند الله ، ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ، والتمسوا البيوت التي ( أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) ؛ فإنه قد خبركم أنهم ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ) . إن الله قد استخلص الرسل لأمره ، ثم استخلصهم مصدقين لذلك في نذره ، فقال : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) تاه من جهل ، واهتدى من أبصر وعقل ؛ إن الله - عز وجل - يقول : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وكيف يهتدي من لم يبصر ؟ وكيف يبصر من لم ينذر ؟ اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأقروا بما نزل من عند الله ، واتبعوا آثار الهدى ؛ فإنهم علامات الأمانة والتقى. واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم عليه السلام ، وأقر بمن سواه من الرسل ، لم يؤمن ؛ اقتصوا الطريق بالتماس المنار ، والتمسوا من وراء الحجب الآثار ؛ تستكملوا أمر دينكم ، وتؤمنوا بالله ربكم ».