اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب درجات الإيمان
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ؛ ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم ، عن أبي اليقظان ، عن يعقوب بن الضحاك - : رجل من أصحابنا - سراج وكان خادما لأبي عبد الله عليه السلام - قال : بعثني أبو عبد الله عليه السلام في حاجة - وهو بالحيرة - أنا وجماعة من مواليه ، قال : فانطلقنا فيها ، ثم رجعنا مغتمين ، قال : وكان فراشي في .. الحائر الذي كنا فيه نزولا ، فجئت - وأنا بحال - فرميت بنفسي ، فبينا أنا كذلك إذا أنا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل ، قال : فقال : « قد أتيناك » ، أو قال : « جئناك » ، فاستويت جالسا ، وجلس على صدر فراشي ، فسألني عما بعثني له ، فأخبرته ، فحمد الله. ثم جرى ذكر قوم ، فقلت : جعلت فداك ، إنا نبرأ منهم ؛ إنهم لايقولون ما نقول ، قال : فقال : « يتولونا ولا يقولون ما تقولون ، تبرؤون منهم؟ » قال : قلت : نعم ، قال : « فهو ذا عندنا ما ليس عندكم ، فينبغي لنا أن نبرأ منكم؟ » قال : قلت : لا ، جعلت فداك ، قال : « و هو ذا عند الله ما ليس عندنا ، أفتراه اطرحنا ؟ » قال : قلت : لاوالله جعلت فداك ، ما نفعل ؟ قال : « فتولوهم ولا تبرؤوا منهم ؛ إن من.. المسلمين من له سهم ، ومنهم من له سهمان ، ومنهم من له ثلاثة أسهم ، ومنهم من له أربعة أسهم ، ومنهم من له خمسة أسهم ، ومنهم من له ستة أسهم ، ومنهم من له سبعة أسهم ، فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين ، ولا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة ، ولا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الأربعة ، ولا صاحب الأربعة على ما عليه صاحب الخمسة ، ولا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة ، ولا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة. وسأضرب لك مثلا : إن رجلا كان له جار وكان نصرانيا ، فدعاه إلى الإسلام ، وزينه له ، فأجابه ، فأتاه سحيرا ، فقرع عليه الباب ، فقال له : من هذا؟ قال : أنا فلان ، قال : وما حاجتك؟ فقال : توضأ ، والبس ثوبيك ، ومر بنا إلى الصلاة ، قال : فتوضأ ، ولبس ثوبيه ، وخرج معه ، قال : فصليا ما شاء الله ، ثم صليا الفجر ، ثم مكثا حتى أصبحا ، فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله ، فقال له الرجل : أين تذهب؟ النهار قصير ، والذي بينك وبين الظهر قليل ، قال : فجلس معه إلى أن صلى الظهر ، ثم قال : وما بين الظهر والعصر قليل ، فاحتبسه حتى صلى العصر ، قال : ثم قام ، وأراد أن ينصرف إلى منزله ، فقال له : إن هذا آخر النهار ، وأقل من أوله ، فاحتبسه حتى صلى المغرب ، ثم أراد أن ينصرف إلى منزله ، فقال له : إنما بقيت صلاة واحدة ، قال : فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ، ثم تفرقا. فلما كان سحيرا غدا عليه ، فضرب عليه الباب ، فقال : من هذا؟ قال : أنا فلان ، قال : وما حاجتك ؟ قال : توضأ ، والبس ثوبيك ، واخرج بنا ، فصل ، قال : اطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني ، وأنا إنسان مسكين ، وعلي عيال ». فقال أبو عبد الله عليه السلام : « أدخله في شيء أخرجه منه » أو قال : « أدخله من مثل ذه ، وأخرجه من مثل هذا ».