اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي : عن أبي جعفر عليه السلام : «أن إبراهيم عليه السلام خرج ذات يوم يسير ببعير ، فمر بفلاة من الأرض ، فإذا هو برجل قائم يصلي قد قطع الأرض إلى السماء طوله ولباسه شعر». قال : «فوقف عليه إبراهيم عليه السلام ، وعجب منه ، وجلس ينتظر فراغه ، فلما طال عليه حركه بيده ، فقال له : إن لي حاجة فخفف». قال : «فخفف الرجل ، وجلس إبراهيم عليه السلام ، فقال له إبراهيم : لمن تصلي؟ فقال : لإله إبراهيم ، فقال له : ومن إله إبراهيم؟ فقال : الذي خلقك وخلقني ، فقال له إبراهيم عليه السلام : قد أعجبني نحوك ، وأنا أحب أن أواخيك في الله ، أين منزلك إذا أردت زيارتك ولقاءك ؟ فقال له الرجل : منزلي خلف هذه النطفة ـ وأشار بيده إلى البحر ـ وأما مصلاي فهذا الموضع ، تصيبني فيه إذا أردتني إن شاء الله». قال : «ثم قال الرجل لإبراهيم عليه السلام : ألك حاجة؟ فقال إبراهيم : نعم ، فقال : وما هي؟ قال : تدعو الله وأؤمن على دعائك ، وأدعو أنا فتؤمن على دعائي ، فقال الرجل : فبم ندعو الله؟ فقال إبراهيم عليه السلام : للمذنبين من المؤمنين ، فقال الرجل : لا ، فقال إبراهيم عليه السلام : ولم؟ فقال : لأني قد دعوت الله ـ عزوجل ـ منذ ثلاث سنين بدعوة لم أر إجابتها حتى الساعة ، وأنا أستحيي من الله تعالى أن أدعوه حتى أعلم أنه قد أجابني ، فقال إبراهيم عليه السلام : فبم دعوته؟ فقال له الرجل : إني في مصلاي هذا ذات يوم إذ مر بي غلام أروع ، النور يطلع من جبهته ، له ذؤابة من خلفه ، ومعه بقر يسوقها كأنما دهنت دهنا ، وغنم يسوقها كأنما دخست دخسا ، فأعجبني ما رأيت منه ، فقلت له : يا غلام ، لمن هذا البقر والغنم؟ فقال لي : لإبراهيم عليه السلام ، فقلت : ومن أنت؟ فقال : أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن ، فدعوت الله عزوجل ، وسألته أن يريني خليله ، فقال له إبراهيم عليه السلام : فأنا إبراهيم خليل الرحمن ، وذلك الغلام ابني ، فقال له الرجل عند ذلك : الحمد لله الذي أجاب دعوتي. ثم قبل الرجل صفحتي إبراهيم عليه السلام وعانقه ، ثم قال : أما الآن فقم فادع حتى أؤمن على دعائك ، فدعا إبراهيم عليه السلام للمؤمنين والمؤمنات والمذنبين من يومه ذلك بالمغفرة والرضا عنهم». قال : «وأمن الرجل على دعائه». قال أبو جعفر عليه السلام : «فدعوة إبراهيم عليه السلام بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة».