اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن محمد بن سنان ، عمن أخبره : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف من أمر الدنيا شيئا ، فنخر إبليس نخرة ، فاجتمع إليه جنوده ، فقال : من لي بفلان؟ فقال بعضهم : أنا له ، فقال : من أين تأتيه ، فقال : من ناحية النساء ، قال : لست له ، لم يجرب النساء ، فقال له آخر : فأنا له ، فقال : من أين تأتيه؟ قال : من ناحية الشراب واللذات ، قال : لست له ، ليس هذا بهذا ، قال آخر : فأنا له ، قال : من أين تأتيه؟ قال : من ناحية البر ، قال : انطلق ، فأنت صاحبه ، فانطلق إلى موضع الرجل ، فأقام حذاه يصلي». قال : «وكان الرجل ينام والشيطان لاينام ، ويستريح والشيطان لايستريح ، فتحول إليه الرجل وقد تقاصرت إليه نفسه ، واستصغر عمله ، فقال : يا عبد الله ، بأي شيء قويت على هذه الصلاة؟ فلم يجبه ، ثم أعاد عليه ، فلم يجبه ، ثم أعاد عليه ، فقال : يا عبد الله ، إني أذنبت ذنبا وأنا تائب منه ، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة ، قال : فأخبرني بذنبك حتى أعمله وأتوب ، فإذا فعلته قويت على الصلاة ، قال : ادخل المدينة ، فسل عن فلانة البغية ، فأعطها درهمين ، ونل منها ، قال : ومن أين لي درهمين ؟ ما أدري ما الدرهمين ؟ فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين ، فناوله إياهما ، فقام فدخل المدينة بجلابيبه ، يسأل عن منزل فلانة البغية ، فأرشده الناس ، وظنوا أنه جاء يعظها ، فأرشدوه ، فجاء إليها فرمى إليها بالدرهمين ، وقال : قومي ، فقامت فدخلت منزلها ، وقالت : ادخل ، وقالت : إنك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها ، فأخبرني بخبرك ، فأخبرها. فقالت له : يا عبد الله ، إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة ، وليس كل من طلب التوبة وجدها ، وإنما ينبغي أن يكون هذا شيطانا مثل لك ، فانصرف ؛ فإنك لا ترى شيئا ، فانصرف ، وماتت من ليلتها ، فأصبحت فإذا على بابها مكتوب : احضروا فلانة ؛ فإنها من أهل الجنة ، فارتاب الناس ، فمكثوا ثلاثا لايدفنونها ارتيابا في أمرها ، فأوحى الله ـ عزوجل ـ إلى نبي من الأنبياء ـ لا أعلمه إلا موسى بن عمران عليه السلام ـ : أن ائت فلانة ، فصل عليها ، ومر الناس أن يصلوا عليها ؛ فإني قد غفرت لها ، وأوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي».