Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
سهل ، عن عبيد الله ، عن أحمد بن عمر ، قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌ السلام أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، فقلت له : جعلت فداك ، إنا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش ، فتغيرت الحال بعض التغيير ، فادع الله ـ عزوجل ـ أن يرد ذلك إلينا. فقال : «أي شيء تريدون ، تكونون ملوكا؟ أيسرك أن تكون مثل طاهر وهرثمة ، وإنك على خلاف ما أنت عليه؟». قلت : لاو الله ، ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وإني على خلاف ما أنا عليه. قال : فقال : «فمن أيسر منكم فليشكر الله ، إن الله ـ عزوجل ـ يقول : (لئن شكرتم لأزيدنكم) وقال سبحانه وتعالى : (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) وأحسنوا الظن بالله ؛ فإن أبا عبد الله عليه‌ السلام كان يقول : من حسن ظنه بالله ، كان الله عند ظنه به ، ومن رضي بالقليل من الرزق ، قبل الله منه اليسير من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال ، خفت مؤونته ، وتنعم أهله ، وبصره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام». قال : ثم قال : «ما فعل ابن قياما؟ ». قال : قلت : والله إنه ليلقانا فيحسن اللقاء. فقال : «وأي شيء يمنعه من ذلك؟» ثم تلا هذه الآية (لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم) قال : ثم قال : «تدري لأي شيء تحير ابن قياما؟» قال : قلت : لا ، قال : «إنه تبع أبا الحسن عليه‌ السلام ، فأتاه عن يمينه وعن شماله وهو يريد مسجد النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فالتفت إليه أبو الحسن عليه‌ السلام ، فقال : ما تريد ، حيرك الله؟ ». قال : ثم قال : «أرأيت لو رجع إليهم موسى فقالوا : لو نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره ، أهم كانوا أصوب قولا ، أو من قال : (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى)؟». قال : قلت : لا ، بل من قال : نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره. قال : فقال : «من هاهنا أتي ابن قياما ومن قال بقوله». قال : ثم ذكر ابن السراج ، فقال : «إنه قد أقر بموت أبي الحسن عليه‌ السلام ، وذلك أنه أوصى عند موته ، فقال : كل ما خلفت من شيء حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن عليه‌ السلام ، ولم يقل : هو لأبي الحسن عليه‌ السلام ، وهذا إقرار ، ولكن أي شيء ينفعه من ذلك ، ومما قال» ثم أمسك.


   Back to List