اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : سمعت سلمان الفارسي ـ رضياللهعنه ـ يقول : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، وصنع الناس ما صنعوا ، وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار ، فخصموهم بحجة علي عليه السلام قالوا : يا معشر الأنصار ، قريش أحق بالأمر منكم ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله من قريش ، والمهاجرين منهم ، إن الله ـ عز ذكره ـ بدأ بهم في كتابه وفضلهم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «الأئمة من قريش». قال سلمان ـ رضياللهعنه ـ : فأتيت عليا عليه السلام وهو يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخبرته بما صنع الناس ، وقلت : إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة ، إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله. فقال لي : «يا سلمان ، هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله؟». قلت : لا أدري ، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار ، وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ، ثم عمر ، ثم سالم. قال : «لست أسألك عن هذا ، ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله؟». قلت : لا ، ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه ، بين عينيه سجادة شديد التشمير ، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ، ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، ابسط يدك ، فبسط يده فبايعه ، ثم نزل فخرج من المسجد. فقال علي عليه السلام : «هل تدري من هو؟». قلت : لا ، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى الله عليه وآله. فقال : «ذاك إبليس لعنه الله ، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله صلى الله عليه وآله إياي للناس بغدير خم بأمر الله عزوجل ، فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ، فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه ، فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ، وما لك ولا لنا عليهم سبيل ، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فانطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا. وأخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد ، فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس ـ لعنه الله ـ في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته ، فينخر ويكسع ، ويقول : كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل ، فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله ـ عزوجل ـ وطاعته وما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله».