Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن داود بن أبي يزيد وهو فرقد ، عن أبي يزيد الحمار : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : «إن الله تبارك وتعالى بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط : جبرئيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وكروبيل صلى الله عليهم ، فمروا بإبراهيم عليه‌ السلام وهم معتمون ، فسلموا عليه ، فلم يعرفهم ورأى هيئة حسنة ، فقال : لايخدم هؤلاء أحد إلا أنا بنفسي وكان صاحب أضياف ، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه ، ثم قربه إليهم (فلما) وضعه بين أيديهم (رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة) فلما رأى ذلك جبرئيل عليه‌ السلام ، حسر العمامة عن وجهه وعن رأسه ، فعرفه إبراهيم عليه‌ السلام ، فقال : أنت هو؟ فقال : نعم ، ومرت امرأته سارة ، فبشرها بإسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب ، فقالت : ما قال الله عزوجل ، فأجابوها بما في الكتاب العزيز. فقال إبراهيم عليه‌ السلام لهم : فيما ذا جئتم؟ قالوا له : في إهلاك قوم لوط ، فقال لهم : إن كان فيها مائة من المؤمنين تهلكونهم ؟ فقال جبرئيل عليه‌ السلام : لا ، قال : فإن كانوا خمسين ؟ قال : لا ، قال : فإن كانوا ثلاثين ؟ قال : لا ، قال : فإن كانوا عشرين ؟ قال : لا ، قال : فإن كانوا عشرة؟ قال : لا ، قال ، فإن كانوا خمسة؟ قال : لا ، قال : فإن كانوا واحدا ؟ قال : لا ، قال : إن فيها لوطا ، قالوا : (نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) ، ثم مضوا». وقال الحسن العسكري أبو محمد : «لا أعلم ذا القول إلا وهو يستبقيهم ، وهو قول الله عزوجل : (يجادلنا في قوم لوط) فأتوا لوطا وهو في زراعة له قرب المدينة ، فسلموا عليه وهم معتمون ، فلما رآهم رأى هيئة حسنة ، عليهم عمائم بيض ، وثياب بيض ، فقال لهم : المنزل ، فقالوا : نعم ، فتقدمهم ومشوا خلفه ، فندم على عرضه عليهم المنزل ، وقال : أي شيء صنعت ، آتي بهم قومي وأنا أعرفهم؟ فالتفت إليهم ، فقال : إنكم تأتون شرار خلق الله ، وقد قال جبرئيل عليه‌ السلام : لانعجل عليهم حتى يشهد ثلاث شهادات ، فقال جبرئيل عليه‌ السلام : هذه واحدة. ثم مشى ساعة ، ثم التفت إليهم ، فقال : إنكم تأتون شرار خلق الله ، فقال جبرئيل عليه‌ السلام : هذه اثنتان . ثم مضى ، فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم ، فقال : إنكم تأتون شرار خلق الله ، فقال جبرئيل عليه‌ السلام : هذه ثالثة . ثم دخل ودخلوا معه ، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة ، فصعدت فوق السطح ، وصفقت فلم يسمعوا فدخنت. فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون إلى الباب ، فنزلت إليهم ، فقالت : عنده قوم ما رأيت قط أحسن منهم هيئة ، فجاؤوا إلى الباب ليدخلوها ، فلما رآهم لوط قام إليهم ، فقال : يا قوم اتقوا الله (ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) فقال : (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) فدعاهم إلى الحلال ، فقالوا : (لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد) ، فقال : (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) فقال جبرئيل عليه‌ السلام : لو يعلم أي قوة له . فكاثروه حتى دخلوا البيت». قال : «فصاح به جبرئيل : يا لوط ، دعهم يدخلون ، فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم ، فذهبت أعينهم ، وهو قوله : (فطمسنا أعينهم). ثم نادى جبرئيل ، فقال : (إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل) وقال له جبرئيل : إنا بعثنا في إهلاكهم ، فقال : يا جبرئيل عجل ، فقال : (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) . قال : «فأمره فتحمل ومن معه إلا امرأته». قال : «ثم اقتلعها جبرئيل بجناحه من سبع أرضين ، ثم رفعها حتى سمع أهل سماء الدنيا نباح الكلاب وصياح الديكة ، ثم قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل ».


   Back to List