Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء الخفاف : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : «لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، انصرف إليهم بوجهه وهو يقول : أنا محمد ، أنا رسول الله ، لم أقتل ولم أمت ، فالتفت إليه فلان وفلان ، فقالا : الآن يسخر بنا أيضا وقد هزمنا وبقي معه علي عليه‌ السلام وسماك بن خرشة أبو دجانة رحمه‌الله ، فدعاه النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فقال : يا أبا دجانة ، انصرف وأنت في حل من بيعتك ، فأما علي فأنا هو وهو أنا ، فتحول وجلس بين يدي النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله وبكى ، وقال : لاوالله ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : لاوالله ، لاجعلت نفسي في حل من بيعتي ، إني بايعتك ، فإلى من أنصرف يا رسول الله : إلى زوجة تموت ، أو ولد يموت ، أو دار تخرب ، ومال يفنى ، وأجل قد اقترب ، فرق له النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه ، وعلي عليه‌ السلام في وجه. فلما أسقط احتمله علي عليه‌ السلام ، فجاء به إلى النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فوضعه عنده ، فقال : يا رسول الله ، أوفيت ببيعتي؟ قال : نعم ، وقال له النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله خيرا ، وكان الناس يحملون على النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله الميمنة ، فيكشفهم علي عليه‌ السلام ، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع ، فجاء إلى النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله فطرحه بين يديه ، وقال : هذا سيفي قد تقطع ، فيومئذ أعطاه النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ذا الفقار. ولما رأى النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله اختلاج ساقيه من كثرة القتال ، رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي ، وقال : يا رب ، وعدتني أن تظهر دينك ، وإن شئت لم يعيك ، فأقبل علي عليه‌ السلام إلى النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، أسمع دويا شديدا ، وأسمع أقدم حيزوم ، وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه ، فقال : هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في الملائكة. ثم جاء جبرئيل عليه‌ السلام ، فوقف إلى جنب رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فقال : يا محمد ، إن هذه لهي المواساة ، فقال : إن عليا مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما ، ثم انهزم الناس ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله لعلي عليه‌ السلام : يا علي ، امض بسيفك حتى تعارضهم ، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة ، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة ، فأتاهم علي عليه‌ السلام ، فكانوا على القلاص ، فقال أبو سفيان لعلي عليه‌ السلام : يا علي ، ما تريد؟ هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة ، فانصرف إلى صاحبك ، فأتبعهم جبرئيل عليه‌ السلام ، فكلما سمعوا وقع حافر فرسه جدوا في السير وكان يتلوهم ، فإذا ارتحلوا قالوا : هو ذا عسكر محمد قد أقبل ، فدخل أبو سفيان مكة ، فأخبرهم الخبر. وجاء الرعاة والحطابون ، فدخلوا مكة ، فقالوا : رأينا عسكر محمد ، كلما رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس على فرس أشقر يطلب آثارهم ، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه ، ورحل النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله والراية مع علي عليه‌ السلام وهو بين يديه. فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس ، نادى علي عليه‌ السلام : أيها الناس ، هذا محمد لم يمت ولم يقتل ، فقال صاحب الكلام الذي قال : الآن يسخر بنا وقد هزمنا : هذا علي والراية بيده حتى هجم عليهم النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ونساء الأنصار في أفنيتهم على أبواب دورهم ، وخرج الرجال إليه يلوذون به ويثوبون إليه ، والنساء نساء الأنصار قد خدشن الوجوه ، ونشرن الشعور ، وجززن النواصي ، وخرقن الجيوب ، وحزمن البطون على النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فلما رأينه قال لهن خيرا ، وأمرهن أن يستترن ويدخلن منازلهن ، وقال : إن الله ـ عزوجل ـ وعدني أن يظهر دينه على الأديان كلها ، وأنزل الله على محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا) الآية».


   Back to List