اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن زرعة بن محمد ، عن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل : (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) فقال : «كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد صلى الله عليه وآله ما بين عير وأحد ، فخرجوا يطلبون الموضع ، فمروا بجبل يسمى حدادا ، فقالوا : حداد وأحد سواء ، فتفرقوا عنده ، فنزل بعضهم بتيماء ، وبعضهم بفدك ، وبعضهم بخيبر ، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمر بهم أعرابي من قيس فتكاروا منه ، وقال لهم : أمر بكم ما بين عير وأحد ، فقالوا له : إذا مررت بهما فآذنا بهما ، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم : ذاك عير وهذا أحد ، فنزلوا عن ظهر إبله ، وقالوا : قد أصبنا بغيتنا ، فلا حاجة لنا في إبلك ، فاذهب حيث شئت. وكتبوا إلى إخوانهم الذين بفدك وخيبر : أنا قد أصبنا الموضع ، فهلموا إلينا ، فكتبوا إليهم : أنا قد استقرت بنا الدار ، واتخذنا الأموال ، وما أقربنا منكم ، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم ، فاتخذوا بأرض المدينة الأموال ، فلما كثرت أموالهم بلغ تبع ، فغزاهم فتحصنوا منه ، فحاصرهم وكانوا يرقون لضعفاء أصحاب تبع ، فيلقون إليهم بالليل التمر والشعير ، فبلغ ذلك تبع ، فرق لهم وآمنهم فنزلوا إليه ، فقال لهم : إني قد استطبت بلادكم ، ولا أراني إلا مقيما فيكم ، فقالوا له : إنه ليس ذاك لك ، إنها مهاجر نبي ، وليس ذلك لأحد حتى يكون ذلك ، فقال لهم : إني مخلف فيكم من أسرتي من إذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلف حيين : الأوس والخزرج ، فلما كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود ، وكانت اليهود تقول لهم : أما لو قد بعث محمد ليخرجنكم من ديارنا وأموالنا ، فلما بعث الله عزوجل محمدا صلى الله عليه وآله آمنت به الأنصار ، وكفرت به اليهود ، وهو قول الله عزوجل : (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) ».