Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن عبد الله بن محمد ، عن سلمة اللؤلؤي ، عن رجل : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : «ألا أخبركم كيف كان إسلام سلمان وأبي ذر؟». فقال الرجل ـ وأخطأ ـ : أما إسلام سلمان ، فقد عرفته ، فأخبرني بإسلام أبي ذر. فقال : «إن أبا ذر كان في بطن مر يرعى غنما له ، فأتى ذئب عن يمين غنمه ، فهش بعصاه على الذئب ، فجاء الذئب عن شماله ، فهش عليه أبو ذر ، ثم قال له أبو ذر : ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا شرا ، فقال له الذئب : شر ـ والله ـ مني أهل مكة ؛ بعث الله ـ عزوجل ـ إليهم نبيا ، فكذبوه وشتموه ، فوقع في أذن أبي ذر ، فقال لامرأته : هلمي مزودي وإداوتي وعصاي ، ثم خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به حتى بلغ مكة ، فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب ، فأتى زمزم وقد عطش ، فاغترف دلوا فخرج لبن ، فقال في نفسه : هذا والله يدلني على أن ما خبرني الذئب وما جئت له حق ، فشرب وجاء إلى جانب من جوانب المسجد ، فإذا حلقة من قريش ، فجلس إليهم ، فرآهم يشتمون النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله كما قال الذئب ، فما زالوا في ذلك من ذكر النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله والشتم له حتى جاء أبو طالب من آخر النهار ، فلما رأوه قال بعضهم لبعض : كفوا فقد جاء عمه. قال : فكفوا ، فما زال يحدثهم ويكلمهم حتى كان آخر النهار ، ثم قام وقمت على أثره ، فالتفت إلي فقال : اذكر حاجتك ، فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما تصنع به؟ قلت : أومن به وأصدقه وأعرض عليه نفسي ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته ، فقال : وتفعل؟ فقلت : نعم ، قال : فتعال غدا في هذا الوقت إلي حتى أدفعك إليه. قال : «فبت تلك الليلة في المسجد حتى إذا كان الغد جلست معهم ، فما زالوا في ذكر النبي صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله وشتمه حتى إذا طلع أبو طالب ، فلما رأوه قال بعضهم لبعض : أمسكوا قد جاء عمه ، فأمسكوا ، فما زال يحدثهم حتى قام ، فتبعته فسلمت عليه ، فقال : اذكر حاجتك ، فقلت : النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما تصنع به؟ فقلت : أومن به وأصدقه ، وأعرض عليه نفسي ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته ، قال : وتفعل؟ قلت : نعم ، فقال : قم معي ، فتبعته ، فدفعني إلى بيت فيه حمزة عليه‌ السلام ، فسلمت عليه وجلست ، فقال لي : ما حاجتك؟ فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم؟ فقال : وما حاجتك إليه؟ قلت : أومن به وأصدقه ، وأعرض عليه نفسي ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، قال : فشهدت . قال : فدفعني حمزة إلى بيت فيه جعفر عليه‌ السلام ، فسلمت عليه وجلست ، فقال لي جعفر عليه‌ السلام : ما حاجتك؟ فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه؟ فقلت : أومن به وأصدقه ، وأعرض عليه نفسي ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله. قال : فشهدت ، فدفعني إلى بيت فيه علي عليه‌ السلام ، فسلمت وجلست ، فقال : ما حاجتك؟ فقلت : هذا النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه؟ قلت : أومن به وأصدقه ، وأعرض عليه نفسي ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله. قال : فشهدت ، فدفعني إلى بيت فيه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فسلمت وجلست ، فقال لي رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : ما حاجتك؟ قلت : النبي المبعوث فيكم؟ قال : وما حاجتك إليه؟ قلت : أومن به وأصدقه ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فقال لي رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : يا أبا ذر انطلق إلى بلادك ، فإنك تجد ابن عم لك قد مات ، وليس له وارث غيرك ، فخذ ماله ، وأقم عند أهلك حتى يظهر أمرنا. قال : فرجع أبو ذر ، فأخذ المال ، وأقام عند أهله حتى ظهر أمر رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ». فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : «هذا حديث أبي ذر وإسلامه رضي‌الله‌عنه ، وأما حديث سلمان ، فقد سمعته». فقال : جعلت فداك ، حدثني بحديث سلمان. فقال : «قد سمعته» ولم يحدثه لسوء أدبه.


   Back to List