اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عنه ، عن أحمد ، عن زرعة ، عن سماعة ، قال : تعرض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجارية رجل عقيلي ، فقالت له : إن هذا العمري قد آذاني ، فقال لها : عديه وأدخليه الدهليز ، فأدخلته فشد عليه فقتله وألقاه في الطريق ، فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون ، وقالوا : ما لصاحبنا كفو ، لن نقتل به إلا جعفر بن محمد ، وما قتل صاحبنا غيره ، وكان أبو عبد الله عليه السلام قد مضى نحو قبا ، فلقيته بما اجتمع القوم عليه ، فقال : «دعهم». قال : فلما جاء ورأوه وثبوا عليه وقالوا : ما قتل صاحبنا أحد غيرك ، وما نقتل به أحدا غيرك ، فقال : «ليكلمني منكم جماعة» فاعتزل قوم منهم ، فأخذ بأيديهم ، فأدخلهم المسجد ، فخرجوا وهم يقولون : شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد ، معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا ولا يأمر به ، انصرفوا . قال : فمضيت معه ، فقلت : جعلت فداك ، ما كان أقرب رضاهم من سخطهم؟ قال : «نعم ، دعوتهم ، فقلت : أمسكوا ، وإلا أخرجت الصحيفة». فقلت : وما هذه الصحيفة ، جعلني الله فداك؟ فقال : «إن أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب ، فسطر بها نفيل ، فأحبلها ، فطلبه الزبير ، فخرج هاربا إلى الطائف ، فخرج الزبير خلفه ، فبصرت به ثقيف ، فقالوا : يا أبا عبد الله ، ما تعمل هاهنا؟ قال : جاريتي سطر بها نفيلكم ، فهرب منه إلى الشام ، وخرج الزبير في تجارة له إلى الشام ، فدخل على ملك الدومة ، فقال له : يا أبا عبد الله ، لي إليك حاجة ، قال : وما حاجتك أيها الملك؟ فقال : رجل من أهلك قد أخذت ولده فأحب أن ترده عليه ، قال : ليظهر لي حتى أعرفه ، فلما أن كان من الغد دخل إلى الملك ، فلما رآه الملك ضحك ، فقال : ما يضحكك أيها الملك؟ قال : ما أظن هذا الرجل ولدته عربية ، لما رآك قد دخلت لم يملك استه أن جعل يضرط ، فقال : أيها الملك ، إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك ، فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه فأبى ، ثم تحمل عليه بعبد المطلب ، فقال : ما بيني وبينه عمل ، أما علمتم ما فعل في ابني فلان ؟ ولكن امضوا أنتم إليه ، فقصدوه وكلموه ، فقال لهم الزبير : إن الشيطان له دولة ، وإن ابن هذا ابن الشيطان ، ولست آمن أن يترأس علينا ، ولكن أدخلوه من باب المسجد علي على أن أحمي له حديدة ، وأخط في وجهه خطوطا ، وأكتب عليه وعلى ابنه : ألا يتصدر في مجلس ، ولا يتأمر على أولادنا ، ولا يضرب معنا بسهم. قال : ففعلوا ، وخط وجهه بالحديدة ، وكتب عليه الكتاب وذلك الكتاب عندنا ، فقلت لهم : إن أمسكتم ، وإلا أخرجت الكتاب ، ففيه فضيحتكم ، فأمسكوا». وتوفي مولى لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يخلف وارثا ، فخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام ، وكان هشام بن عبد الملك قد حج في تلك السنة ، فجلس لهم ، فقال داود بن علي : الولاء لنا ، وقال أبو عبد الله عليه السلام : «بل الولاء لي». فقال داود بن علي : إن أباك قاتل معاوية. فقال : «إن كان أبي قاتل معاوية ، فقد كان حظ أبيك فيه الأوفر ، ثم فر بجنايته » وقال : «والله لأطوقنك غدا طوق الحمامة ». فقال له داود بن علي : كلامك هذا أهون علي من بعرة في وادي الأزرق . فقال : «أما إنه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق ». قال : فقال هشام : إذا كان غدا جلست لكم ، فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله عليه السلام ومعه كتاب في كرباسة ، وجلس لهم هشام ، فوضع أبو عبد الله عليه السلام الكتاب بين يديه ، فلما أن قرأه قال : ادعوا لي جندل الخزاعي وعكاشة الضمري ـ وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية ـ فرمى بالكتاب إليهما ، فقال : تعرفان هذه الخطوط؟ قالا : نعم ، هذا خط العاص بن أمية ، وهذا خط فلان وفلان لفلان من قريش ، وهذا خط حرب بن أمية. فقال هشام : يا أبا عبد الله ، أرى خطوط أجدادي عندكم؟ فقال : «نعم». قال : فقد قضيت بالولاء لك. قال : فخرج وهو يقول : |||| إن عادت العقرب عدنا لها ... وكانت النعل لها حاضرة |||| قال : فقلت : ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال : «فإن نتيلة كانت أمة لأم الزبير ولأبي طالب وعبد الله ، فأخذها عبد المطلب ، فأولدها فلانا ، فقال له الزبير : هذه الجارية ورثناها من أمنا ، وابنك هذا عبد لنا ، فتحمل عليه ببطون قريش ، قال : فقال : قد أجبتك على خلة على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ، ولا يضرب معنا بسهم ، فكتب عليه كتابا ، وأشهد عليه ، فهو هذا الكتاب».