Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
سهل ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن حفص التميمي ، قال : حدثني أبو جعفر الخثعمي ، قال : قال : «لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة ، شيعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين عليهم‌السلام وعمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه ، فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين عليه‌ السلام : يا أبا ذر ، إنك إنما غضبت لله ـ عزوجل ـ فارج من غضبت له ، إن القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك ، فأرحلوك عن الفناء ، وامتحنوك بالبلاء ، وو الله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ، ثم اتقى الله عزوجل ، جعل له منها مخرجا ، فلا يؤنسك إلا الحق ، ولا يوحشك إلا الباطل. ثم تكلم عقيل ، فقال : يا أبا ذر ، أنت تعلم أنا نحبك ، ونحن نعلم أنك تحبنا ، وأنت قد حفظت فينا ما ضيع الناس إلا القليل ، فثوابك على الله عزوجل ، ولذلك أخرجك المخرجون ، وسيرك المسيرون ، فثوابك على الله عزوجل ، فاتق الله ، واعلم أن استعفاءك البلاء من الجزع ، واستبطاءك العافية من اليأس ، فدع اليأس والجزع ، وقل : حسبي الله ونعم الوكيل. ثم تكلم الحسن عليه‌ السلام ، فقال : يا عماه ، إن القوم قد أتوا إليك ما قد ترى ، وإن الله ـ عزوجل ـ بالمنظر الأعلى ، فدع عنك ذكر الدنيا بذكر فراقها وشدة ما يرد عليك لرخاء ما بعدها ، واصبر حتى تلقى نبيك ـ صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ـ وهو عنك راض إن شاء الله. ثم تكلم الحسين عليه‌ السلام ، فقال : يا عماه ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ قادر أن يغير ما ترى ، وهو كل يوم في شأن ، إن القوم منعوك دنياهم ، ومنعتهم دينك ، فما أغناك عما منعوك ، وما أحوجهم إلى ما منعتهم ، فعليك بالصبر ؛ فإن الخير في الصبر ، والصبر من الكرم ، ودع الجزع ؛ فإن الجزع لايغنيك. ثم تكلم عمار ـ رضي‌الله‌عنه ـ فقال : يا أبا ذر ، أوحش الله من أوحشك ، وأخاف من أخافك ، إنه والله ما منع الناس أن يقولوا الحق إلا الركون إلى الدنيا والحب لها ، ألا إنما الطاعة مع الجماعة ، والملك لمن غلب عليه ، وإن هؤلاء القوم دعوا الناس إلى دنياهم ، فأجابوهم إليها ، ووهبوا لهم دينهم ، فخسروا الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين. ثم تكلم أبو ذر رضي‌الله‌عنه ، فقال : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بأبي وأمي هذه الوجوه ، فإني إذا رأيتكم ذكرت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله بكم ، وما لي بالمدينة شجن ولا سكن غيركم ، وإنه ثقل على عثمان جواري بالمدينة ، كما ثقل على معاوية بالشام ، فآلى أن يسيرني إلى بلدة ، فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة ، فزعم أنه يخاف أن أفسد على أخيه الناس بالكوفة ، وآلى بالله ليسيرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيسا ، ولا أسمع بها حسيسا ، وإني والله ما أريد إلا الله ـ عزوجل ـ صاحبا ، وما لي مع الله وحشة ، حسبي الله ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين ».


   Back to List