Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة : عن أبي جعفر عليه‌ السلام ، قال : قال : «إن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله سأل جبرئيل عليه‌ السلام : كيف كان مهلك قوم صالح عليه‌ السلام؟ فقال : يا محمد ، إن صالحا بعث إلى قومه وهو ابن ست عشرة سنة ، فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومائة سنة لايجيبونه إلى خير». قال : «وكان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون الله عزوجل ، فلما رأى ذلك منهم ، قال : يا قوم ، بعثت إليكم وأنا ابن ست عشر سنة ، وقد بلغت عشرين ومائة سنة وأنا أعرض عليكم أمرين : إن شئتم فاسألوني حتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني الساعة ، وإن شئتم سألت آلهتكم ، فإن أجابتني بالذي أسألها خرجت عنكم ، فقد سئمتكم وسئمتموني. قالوا : قد أنصفت يا صالح ؛ فاتعدوا ليوم يخرجون فيه». قال : «فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم ، ثم قربوا طعامهم وشرابهم ، فأكلوا وشربوا ، فلما أن فرغوا دعوه ، فقالوا : يا صالح سل ، فقال لكبيرهم : ما اسم هذا؟ قالوا : فلان ، فقال له صالح : يا فلان ، أجب ، فلم يجبه ، فقال صالح : ما له لايجيب؟ قالوا : ادع غيره». قال : «فدعاها كلها بأسمائها ، فلم يجبه منها شيء ، فأقبلوا على أصنامهم ، فقالوا لها : ما لك لاتجيبين صالحا؟ فلم تجب ، فقالوا : تنح عنا ، ودعنا وآلهتنا ساعة ، ثم نحوا بسطهم وفرشهم ونحوا ثيابهم ، وتمرغوا على التراب ، وطرحوا التراب على رؤوسهم ، وقالوا لأصنامهم : لئن لم تجيبي صالحا اليوم لتفضحي ». قال : «ثم دعوه ، فقالوا : يا صالح ادعها ، فدعاها فلم تجبه ، فقال لهم : يا قوم ، قد ذهب صدر النهار ولا أرى آلهتكم يجيبوني ، فاسألوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة ، فانتدب له منهم سبعون رجلا من كبرائهم والمنظور إليهم منهم ، فقالوا : يا صالح ، نحن نسألك ، فإن أجابك ربك اتبعناك وأجبناك ويبايعك جميع أهل قريتنا ، فقال لهم صالح عليه‌ السلام : سلوني ما شئتم ، فقالوا : تقدم بنا إلى هذا الجبل ـ وكان الجبل قريبا منهم ـ فانطلق معهم صالح ، فلما انتهوا إلى الجبل ، قالوا : يا صالح ادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء ، بين جنبيها ميل ، فقال لهم صالح : لقد سألتموني شيئا يعظم علي ، ويهون على ربي جل وعز». قال : «فسأل الله تعالى صالح ذلك ، فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذلك ، ثم اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة إذا أخذها المخاض ، ثم لم يفجأهم إلا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع ، فما استتمت رقبتها حتى اجترت ، ثم خرج سائر جسدها ، ثم استوت قائمة على الأرض ، فلما رأوا ذلك ، قالوا : يا صالح ، ما أسرع ما أجابك ربك؟ ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلها ، فسأل الله ـ عزوجل ـ ذلك ، فرمت به فدب حولها ، فقال لهم : يا قوم ، أبقي شيء؟ قالوا : لا ، انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك». قال : «فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا ، وقالوا : سحر وكذب ، قال : فانتهوا إلى الجميع ، فقال الستة : حق ، وقال الجميع : كذب وسحر». قال : «فانصرفوا على ذلك ، ثم ارتاب من الستة واحد ، فكان فيمن عقرها». قال ابن محبوب : فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا يقال له : سعيد بن يزيد ، فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام ، قال : فرأيت جنبها قد حك الجبل ، فأثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.


   Back to List