Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ؛ وعلي بن محمد ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : قال : «إن قدرتم أن لاتعرفوا فافعلوا ، وما عليك إن لم يثن الناس عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله تبارك وتعالى. إن أمير المؤمنين عليه‌ السلام كان يقول : لاخير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل يزداد فيها كل يوم إحسانا ، ورجل يتدارك منيته بالتوبة ، وأنى له بالتوبة ؛ فو الله أن لو سجد حتى ينقطع عنقه ، ما قبل الله ـ عزوجل ـ منه عملا إلا بولايتنا أهل البيت. ألا ومن عرف حقنا ، أو رجا الثواب بنا ، ورضي بقوته نصف مد كل يوم ، وما يستر به عورته ، وما أكن به رأسه وهم مع ذلك والله خائفون وجلون ، ودوا أنه حظهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله ـ عزوجل ـ حيث يقول : (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) ما الذي أتوا به ، أتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية ، وهم في ذلك خائفون أن لايقبل منهم ، وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين ، ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا». ثم قال : «إن قدرت أن لاتخرج من بيتك فافعل ؛ فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ، ولا تكذب ، ولا تحسد ، ولا ترائي ، ولا تتصنع ، ولا تداهن ». ثم قال : «نعم ، صومعة المسلم بيته ، يكف فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه ؛ إن من عرف نعمة الله بقلبه ، استوجب المزيد من الله ـ عزوجل ـ قبل أن يظهر شكرها على لسانه ، ومن ذهب يرى أن له على الآخر فضلا ، فهو من المستكبرين». فقلت له : إنما يرى أن له عليه فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال : «هيهات هيهات ، فلعله أن يكون قد غفر له ما أتى وأنت موقوف محاسب ، أما تلوت قصة سحرة موسى عليه‌ السلام؟». ثم قال : «كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه؟ وكم من مستدرج بستر الله عليه؟ وكم من مفتون بثناء الناس عليه؟». ثم قال : «إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد ثلاثة : صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى ، والفاسق المعلن». ثم تلا : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) . ثم قال : «يا حفص ، الحب أفضل من الخوف» ثم قال : «والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا ، ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى». فبكى رجل ، فقال : «أتبكي؟ لو أن أهل السماوات والأرض كلهم اجتمعوا يتضرعون إلى الله ـ عزوجل ـ أن ينجيك من النار ويدخلك الجنة ، لم يشفعوا فيك ». ثم قال : «يا حفص ، كن ذنبا ، ولا تكن رأسا ، يا حفص ، قال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله : من خاف الله كل لسانه». ثم قال : «بينا موسى بن عمران عليه‌ السلام يعظ أصحابه إذ قام رجل ، فشق قميصه ، فأوحى الله ـ عزوجل ـ إليه : يا موسى ، قل له : لاتشق قميصك ، ولكن اشرح لي عن قلبك». ثم قال : «مر موسى بن عمران عليه‌ السلام برجل من أصحابه وهو ساجد ، فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله ، فقال موسى عليه‌ السلام : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك ، فأوحى الله ـ عزوجل ـ إليه : يا موسى ، لو سجد حتى ينقطع عنقه ، ما قبلته حتى يتحول عما أكره إلى ما أحب». حديث رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله


   Back to List