اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبي منصور ، عن أبي الربيع ، قال : حججنا مع أبي جعفر عليه السلام في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك ، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب ، فنظر نافع إلى أبي جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس ، فقال نافع : يا أمير المؤمنين ، من هذا الذي قد تداك عليه الناس؟ فقال : هذا نبي أهل الكوفة ، هذا محمد بن علي ، فقال : اشهد لآتينه ، فلأسألنه عن مسائل لايجيبني فيها إلا نبي أو ابن نبي أو وصي نبي ، قال : فاذهب إليه وسله لعلك تخجله. فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ، ثم أشرف على أبي جعفر عليه السلام ، فقال : يا محمد بن علي ، إني قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها ، وقد جئت أسألك عن مسائل لايجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي. قال : فرفع أبو جعفر عليه السلام رأسه ، فقال : «سل عما بدا لك». فقال : أخبرني كم بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وآله من سنة ؟ قال : «أخبرك بقولي ، أو بقولك؟». قال : أخبرني بالقولين جميعا. قال : «أما في قولي ، فخمسمائة سنة ، وأما في قولك ، فستمائة سنة» . قال : فأخبرني عن قول الله ـ عزوجل ـ لنبيه : (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) من الذي سأل محمد صلى الله عليه وآله وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة؟ قال : فتلا أبو جعفر عليه السلام هذه الآية «(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) فكان من الآيات التي أراها الله ـ تبارك وتعالى ـ محمدا صلى الله عليه وآله حيث أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله ـ عز ذكره ـ الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم أمر جبرئيل عليه السلام ، فأذن شفعا ، وأقام شفعا ، وقال في أذانه حي على خير العمل ، ثم تقدم محمد صلى الله عليه وآله ، فصلى بالقوم ، فلما انصرف قال لهم : على ما تشهدون وما كنتم تعبدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأنك رسول الله ، أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا». فقال نافع : صدقت يا با جعفر ، فأخبرني عن قول الله عزوجل : (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ؟ قال : «إن الله ـ تبارك وتعالى ـ أهبط آدم إلى الأرض ، وكانت السماوات رتقا لا تمطر شيئا ، وكانت الأرض رتقا لاتنبت شيئا ، فلما أن تاب الله ـ عزوجل ـ على آدم عليه السلام ، أمر السماء فتقطرت بالغمام ، ثم أمرها فأرخت عزاليها ، ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار ، وأثمرت الثمار ، وتفهقت بالأنهار ، فكان ذلك رتقها ، وهذا فتقها». فقال نافع : صدقت يا ابن رسول الله ، فأخبرني عن قول الله عزوجل : (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) أي أرض تبدل يومئذ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : «أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله ـ عزوجل ـ من الحساب» . فقال نافع : إنهم عن الأكل لمشغولون. فقال أبو جعفر عليه السلام : «أهم يومئذ أشغل ، أم إذ هم في النار؟». فقال نافع : بل إذ هم في النار. قال : «فو الله ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم ، ودعوا بالشراب فسقوا الحميم». قال : صدقت يا ابن رسول الله ، ولقد بقيت مسألة واحدة ، قال : «وما هي؟» قال : أخبرني عن الله ـ تبارك وتعالى ـ متى كان؟ قال : «ويلك ، متى لم يكن حتى أخبرك متى كان؟ سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا». ثم قال : «يا نافع ، أخبرني عما أسألك عنه». قال : وما هو؟ قال : «ما تقول في أصحاب النهروان؟ فإن قلت : إن أمير المؤمنين قتلهم بحق فقد ارتددت ، وإن قلت : إنه قتلهم باطلا فقد كفرت» . قال : فولى من عنده وهو يقول : أنت ـ والله ـ أعلم الناس حقا حقا ، فأتى هشاما ، فقال له : ما صنعت؟ قال : دعني من كلامك ، هذا والله أعلم الناس حقا حقا ، وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله حقا ، ويحق لأصحابه أن يتخذوه نبيا. حديث نصراني الشام مع الباقر عليه السلام