Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن داود ، عن محمد بن عطية ، قال : جاء إلى أبي جعفر عليه‌ السلام رجل من أهل الشام من علمائهم ، فقال : يا با جعفر ، جئت أسألك عن مسألة قد أعيت علي أن أجد أحدا يفسرها ، وقد سألت عنها ثلاثة أصناف من الناس ، فقال كل صنف منهم شيئا غير الذي قال الصنف الآخر. فقال له أبو جعفر عليه‌ السلام : «ما ذاك؟». قال : فإني أسألك عن أول ما خلق الله من خلقه ، فإن بعض من سألته قال : القدر ، وقال بعضهم : القلم ، وقال بعضهم : الروح ؟ فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «ما قالوا شيئا ، أخبرك أن الله ـ تبارك وتعالى ـ كان ولا شيء غيره ، وكان عزيزا ، ولا أحد كان قبل عزه ، وذلك قوله : (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) وكان الخالق قبل المخلوق ، ولو كان أول ما خلق من خلقه الشيء من الشيء ، إذا لم يكن له انقطاع أبدا ، ولم يزل الله إذا ومعه شيء ليس هو يتقدمه ، ولكنه كان إذ لاشيء غيره ، وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه ، وهو الماء الذي خلق الأشياء منه ، فجعل نسب كل شيء إلى الماء ، ولم يجعل للماء نسبا يضاف إليه ، وخلق الريح من الماء ، ثم سلط الريح على الماء ، فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور ، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ، ثم طواها فوضعها فوق الماء ، ثم خلق الله النار من الماء ، فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور ، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ، وذلك قوله : (أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها) . قال : «ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب ، ثم طواها ، فوضعها فوق الأرض ، ثم نسب الخليقتين ، فرفع السماء قبل الأرض ، فذلك قوله عز ذكره : (والأرض بعد ذلك دحاها) يقول : بسطها». فقال له الشامي : يا با جعفر ، قول الله عزوجل : (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما)؟ . فقال له أبو جعفر عليه‌ السلام : «فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقا ملتزقتين ملتصقتين ، ففتقت إحداهما من الأخرى؟». فقال : نعم. فقال أبو جعفر عليه‌ السلام : «استغفر ربك ، فإن قول الله عزوجل : (كانتا رتقا) يقول : كانت السماء رتقا لاتنزل المطر ، وكانت الأرض رتقا لاتنبت الحب ، فلما خلق الله ـ تبارك وتعالى ـ الخلق ، وبث فيها من كل دابة ، فتق السماء بالمطر ، والأرض بنبات الحب». فقال الشامي : أشهد أنك من ولد الأنبياء ، وأن علمك علمهم.


   Back to List