اسم الكتاب : كتاب الروضة
اسم الباب :
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار ، قال : حدثني رجل من أصحابنا ، عن الحكم بن عتيبة ، قال : بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام ـ والبيت غاص بأهله ـ إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له حتى وقف على باب البيت ، فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم سكت. فقال أبو جعفر عليه السلام : «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته». ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت ، وقال : السلام عليكم ، ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا ، وردوا عليه السلام. ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر عليه السلام ، ثم قال : يا ابن رسول الله ، أدنني منك جعلني الله فداك ، فو الله إني لأحبكم ، وأحب من يحبكم ، ووالله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا ، وإني لأبغض عدوكم وأبرأ منه ، وو الله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه ، والله إني لأحل حلالكم وأحرم حرامكم ، وأنتظر أمركم ، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : «إلي إلي» حتى أقعده إلى جنبه ، ثم قال : «أيها الشيخ ، إن أبي علي بن الحسين عليهماالسلام أتاه رجل ، فسأله عن مثل الذي سألتني عنه ، فقال له أبي عليه السلام : إن تمت ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهمالسلام ، ويثلج قلبك ، ويبرد فؤادك ، وتقر عينك ، وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين ، لو قد بلغت نفسك هاهنا ـ وأهوى بيده إلى حلقه ـ وإن تعش ترى ما يقر الله به عينك ، وتكون معنا في السنام الأعلى». قال الشيخ : كيف قلت يا أبا جعفر ؟ فأعاد عليه الكلام ، فقال الشيخ : الله أكبر ، يا أبا جعفر ، إن أنا مت أرد على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهمالسلام ، وتقر عيني ، ويثلج قلبي ، ويبرد فؤادي ، وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى هاهنا ، وإن أعش أرى ما يقر الله به عيني ، فأكون معكم في السنام الأعلى؟ ثم أقبل الشيخ ينتحب وينشج ها ها ها حتى لصق بالأرض ، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ ، وأقبل أبو جعفر عليه السلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها. ثم رفع الشيخ رأسه ، فقال لأبي جعفر عليه السلام : يا ابن رسول الله ، ناولني يدك جعلني الله فداك ، فناوله يده ، فقبلها ووضعها على عينيه وخده ، ثم حسر عن بطنه وصدره ، فوضع يده على بطنه وصدره ، ثم قام ، فقال : السلام عليكم. وأقبل أبو جعفر عليه السلام ينظر في قفاه وهو مدبر ، ثم أقبل بوجهه على القوم ، فقال : «من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ، فلينظر إلى هذا». فقال الحكم بن عتيبة : لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس. قصة صاحب الزيت