Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الروضة

اسم الباب :

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌ السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد حفزه النفس ، فلما أخذ مجلسه ، قال له أبو عبد الله عليه‌ السلام : «يا با محمد ، ما هذا النفس العالي؟». فقال : جعلت فداك يا ابن رسول الله كبر سني ، ودق عظمي ، واقترب أجلي مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي. فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : «يا با محمد ، وإنك لتقول هذا؟!». قال : جعلت فداك ، وكيف لا أقول هذا؟! . فقال : «يا با محمد ، أما علمت أن الله تعالى يكرم الشباب منكم ، ويستحيي من الكهول؟». قال : قلت : جعلت فداك ، فكيف يكرم الشباب ، ويستحيي من الكهول؟ فقال : «يكرم الله الشباب أن يعذبهم ، ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم». قال : قلت : جعلت فداك ، هذا لنا خاصة ، أم لأهل التوحيد؟ قال : فقال : «لا ، والله إلا لكم خاصة دون العالم ». قال : قلت : جعلت فداك ، فإنا قد نبزنا نبزا انكسرت له ظهورنا ، وماتت له أفئدتنا ، واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم. قال : فقال أبو عبد الله عليه‌ السلام : «الرافضة؟». قال : قلت : نعم. قال : «لا ، والله ما هم سموكم ، بل الله سماكم به ، أما علمت يا با محمد أن سبعين رجلا من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه لما استبان لهم ضلالهم ، فلحقوا بموسى عليه‌ السلام لما استبان لهم هداه ، فسموا في عسكر موسى الرافضة ؛ لأنهم رفضوا فرعون ، وكانوا أشد أهل ذلك العسكر عبادة ، وأشدهم حبا لموسى وهارون وذريتهما عليهما‌السلام ، فأوحى الله ـ عزوجل ـ إلى موسى عليه‌ السلام : أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة ، فإني قد سميتهم به ، ونحلتهم إياه ، فأثبت موسى عليه‌ السلام الاسم لهم ، ثم ذخر الله ـ عزوجل ـ لكم هذا الاسم حتى نحلكموه. يا با محمد ، رفضوا الخير ، ورفضتم الشر ، افترق الناس كل فرقة ، وتشعبوا كل شعبة ، فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وذهبتم حيث ذهبوا ، واخترتم من اختار الله لكم ، وأردتم من أراد الله ، فأبشروا ثم أبشروا ، فأنتم والله المرحومون المتقبل من محسنكم ، والمتجاوز عن مسيئكم ، من لم يأت الله ـ عزوجل ـ بما أنتم عليه يوم القيامة ، لم يتقبل منه حسنة ، ولم يتجاوز له عن سيئة ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني . فقال : «يا با محمد ، إن لله ـ عزوجل ـ ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه ، وذلك قوله عزوجل : (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا) استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. قال : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ؛ إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا ، وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره : (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : (إخوانا على سرر متقابلين) والله ما أراد بهذا غيركم ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) والله ما أراد بهذا غيركم ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد ، لقد ذكرنا الله ـ عزوجل ـ وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه ، فقال عزوجل : (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا) الألباب) فنحن الذين يعلمون ، وعدونا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا هم أولو الألباب ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد ، والله ما استثنى الله ـ عز وجل ـ بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين عليه‌ السلام وشيعته ، فقال في كتابه ـ وقوله الحق ـ : (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله) يعني بذلك عليا عليه‌ السلام وشيعته ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. قال : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله تعالى في كتابه إذ يقول : (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) والله ما أراد بهذا غيركم ؛ فهل سررتك يا با محمد؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) والله ما أراد بهذا إلا الأئمة عليهم‌السلام ـ وشيعتهم ؛ فهل سررتك يا با محمد؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله في الآية النبيون ، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فتسموا بالصلاح كما سماكم الله عزوجل ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. قال : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله : (وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار) والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون ، وفي النار تطلبون ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد ، ما من آية نزلت تقود إلى الجنة ولا تذكر أهلها بخير إلا وهي فينا وفي شيعتنا ، وما من آية نزلت تذكر أهلها بشر ولا تسوق إلى النار إلا وهي في عدونا ومن خالفنا ؛ فهل سررتك يا با محمد؟». قال : قلت : جعلت فداك ، زدني. فقال : «يا با محمد ، ليس على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس من ذلك برآء ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟». وفي رواية أخرى : فقال : حسبي. حديث أبي عبد الله عليه‌ السلام مع المنصور في موكبه


   Back to List