اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب أن رسول الله صلى الله عليه وآله أول من أجاب وأقر لله عز وجل بالربوبية
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبد الله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك ، إني لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش ، فأغتم لذلك غما شديدا ، وأرى من خالفنا ، فأراه حسن السمت ؟ قال : « لا تقل حسن السمت ؛ فإن السمت سمت الطريق ، ولكن قل : حسن السيماء ؛ فإن الله - عز وجل - يقول : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) ». قال : قلت : فأراه حسن السيماء ، و له وقار ، فأغتم لذلك؟ قال : « لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك ، ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ؛ إن الله - تبارك وتعالى - لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام ، خلق تلك الطينتين ، ثم فرقهما فرقتين ، فقال لأصحاب اليمين : كونوا خلقا بإذني ، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى ، وقال لأهل الشمال : كونوا خلقا بإذني ، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج ، ثم رفع لهم نارا ، فقال : ادخلوها بإذني ، فكان أول من دخلها محمد صلى الله عليه وآله ، ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم. ثم قال لأصحاب الشمال : ادخلوها بإذني ، فقالوا : ربنا ، خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا ، فقال لأصحاب اليمين : اخرجوا بإذني من النار ، فخرجوا لم تكلم النار منهم كلما ، ولم تؤثر فيهم أثرا ، فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا : ربنا ، نرى أصحابنا قد سلموا ، فأقلنا ومرنا بالدخول ، قال : قد أقلتكم ، فادخلوها ، فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا ، فقالوا : يا ربنا ، لاصبر لنا على الاحتراق ، فعصوا ، فأمرهم بالدخول ثلاثا ، كل ذلك يعصون ويرجعون ، وأمر أولئك ثلاثا ، كل ذلك يطيعون ويخرجون ، فقال لهم : كونوا طينا بإذني ، فخلق منه آدم عليه السلام ». قال : « فمن كان من هؤلاء لايكون من هؤلاء ، ومن كان من هؤلاء لايكون من هؤلاء ؛ وما رأيت من نزق أصحابك وخلقهم ، فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال ؛ وما رأيت من حسن سيماء من خالفكم ووقارهم ، فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين».