اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب طينة المؤمن والكافر
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن إبراهيم : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن الله - عز وجل - لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم الجمعة ، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا ، وأخذ من كل سماء تربة ، وقبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى ، فأمر الله - عز وجل - كلمته ، فأمسك القبضة الأولى بيمينه ، والقبضة الأخرى بشماله ، ففلق الطين فلقتين ، فذرا من الأرض ذروا ، ومن السماوات ذروا ، فقال للذي بيمينه : منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته ، فوجب لهم ما قال كما قال ، وقال للذي بشماله : منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته ، فوجب لهم ما قال كما قال. ثم إن الطينتين خلطتا جميعا ، وذلك قول الله عز وجل : ( إن الله فالق الحب والنوى ) ، فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته ، والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير ، وإنما سمي النوى من أجل أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه وقال الله عز وجل : ( يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ) فالحي : المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر ، والميت - الذي يخرج من الحي - هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن ، فالحي : المؤمن ، والميت : الكافر. وذلك قوله عز وجل : ( أومن كان ميتا فأحييناه ) فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر ، وكان حياته حين فرق الله - عز وجل - بينهما بكلمته ؛ كذلك يخرج الله - عز وجل - المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور ، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور ، وذلك قوله عز وجل : ( لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ) ».