اسم الكتاب : كتاب القضاء والأحكام
اسم الباب : باب النوادر
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
أبو علي الأشعري ، عن عمران بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عبد الله بن هلال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه عقبة بن خالد ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « لو رأيت غيلان بن جامع ، واستأذن علي ، فأذنت له ـ وقد بلغني أنه كان يدخل إلى بني هاشم ـ فلما جلس ، قال : أصلحك الله ، أنا غيلان بن جامع المحاربي قاضي ابن هبيرة ».قال : « قلت : يا غيلان ، ما أظن ابن هبيرة وضع على قضائه إلا فقيها ، قال : جل ، قلت : يا غيلان ، تجمع بين المرء وزوجه؟ قال : نعم ، قلت : وتفرق بين المرء وزوجه؟ قال : نعم ، قلت : وتقتل؟ قال : نعم ، قلت : وتضرب الحدود؟ قال : نعم ، قلت : وتحكم في أموال اليتامى؟ قال : نعم ، قلت : وبقضاء من تقضي؟ قال : بقضاء عمر ، وبقضاء ابن مسعود ، وبقضاء ابن عباس ، وأقضي من قضاء علي عليه السلام بالشيء ».قال : « قلت : يا غيلان ، ألستم تزعمون يا أهل العراق وتروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : علي أقضاكم ؟ فقال : نعم ».قال : « فقلت : وكيف تقضي من قضاء علي عليه السلام زعمت بالشيء ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : علي أقضاكم ؟ ».قال : « وقلت : كيف تقضي يا غيلان؟ قال : أكتب : هذا ما قضى به فلان بن فلان لفلان بن فلان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا ، ثم أطرحه في الدواوين ».قال : « قلت : يا غيلان ، هذا الحتم من القضاء ، فكيف تقول إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد ، ثم وجدك قد خالفت قضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام؟ قال : أقسم بالله لجعل ينتحب ، قلت : أيها الرجل ، اقصد لسانك ».قال : « ثم قدمت الكوفة ، فمكثت ما شاء الله ، ثم إني سمعت رجلا من الحي يحدث وكان في سمر ابن هبيرة ، قال : والله إني لعنده ليلة إذ جاءه الحاجب ، فقال : ذا غيلان بن جامع ، فقال : أدخله ».قال : « فدخل فسأله ، ثم قال له : ما حال الناس؟ أخبرني ، لو اضطرب حبل من كان لها؟ قال : ما رأيت ثم أحدا إلا جعفر بن محمد ، قال : فأخبرني ما صنعت بالمال الذي كان معك ؛ فإنه بلغني أنه طلبه منك ، فأبيت؟ قال : قسمته ، قال : أفلا أعطيته ما طلب منك؟ قال : كرهت أن أخالفك ، قال : فسألتك بالله أمرتك أن تجعله أولهم ، قال : نعم ، قال : ففعلت؟ قال : لا ، قال : فهلا خالفتني وأعطيته المال كما خالفتني ، فجعلته آخرهم؟ أما والله ، لو فعلت ما زلت منها سيدا ضخما ، حاجتك؟ قال : تخليني ، قال : تكلم بحاجتك ، قال : تعفيني من القضاء؟ ـ قال : فحسر عن ذراعيه ، ثم قال ـ : أنا أبو خالد لقيته والله علبا ملفقا ، نعم ، قد أعفيناك ، واستعملنا عليه الحجاج بن عاصم ».