Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب القضاء والأحكام

اسم الباب : باب النوادر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « أتي عمر بن الخطاب بجارية قد شهدوا عليها أنها بغت ، وكان من قصتها أنها كانت يتيمة عند رجل ، وكان الرجل كثيرا ما يغيب عن أهله ، فشبت اليتيمة ، فتخوفت المرأة أن يتزوجها زوجها ، فدعت بنسوة حتى أمسكنها ، فأخذت عذرتها بإصبعها ، فلما قدم زوجها من غيبته رمت المرأة اليتيمة بالفاحشة ، وأقامت البينة من جاراتها اللاتي ساعدتها على ذلك.فرفع ذلك إلى عمر ، فلم يدر كيف يقضي فيها ، ثم قال للرجل : ائت علي بن أبي طالب عليه‌ السلام ، واذهب بنا إليه ، فأتوا عليا عليه‌ السلام ، وقصوا عليه القصة ، فقال لامرأةالرجل : ألك بينة أو برهان؟ قالت : لي شهود ، هؤلاء جاراتي يشهدن عليها بما أقول ، فأحضرتهن ، فأخرج علي بن أبي طالب عليه‌ السلام السيف من غمده ، فطرح بين يديه ، وأمر بكل واحدة منهن ، فأدخلت بيتا ، ثم دعا بامرأة الرجل ، فأدارها بكل وجه ، فأبت أن تزول عن قولها ، فردها إلى البيت الذي كانت فيه ، ودعا إحدى الشهود ، وجثا على ركبتيه ، ثم قال : تعرفينى »؟ أنا علي بن أبي طالب وهذا سيفي ، وقد قالت امرأة الرجل ما قالت ، ورجعت إلى الحق ، وأعطيتها الأمان ، وإن لم تصدقيني لأملأن السيف منك ، فالتفتت إلى عمر فقالت : يا أمير المؤمنين ، الأمان علي ، فقال لها أمير المؤمنين : فاصدقي ، فقالت : لاوالله إلا أنها رأت جمالا وهيئة ، فخافت فساد زوجها عليها ، فسقتها المسكر ، ودعتنا فأمسكناها ، فافتضتها بإصبعها.فقال علي عليه‌ السلام : الله أكبر ، أنا أول من فرق بين الشاهدين إلا دانيال النبي ، فألزم علي عليه‌ السلام المرأة حد القاذف ، وألزمهن جميعا العقر ، وجعل عقرها أربعمائة درهم ، وأمر المرأة أن تنفى من الرجل ، ويطلقها زوجها ، وزوجه الجارية ، وساق عنه علي عليه‌ السلام المهر .فقال عمر : يا أبا الحسن ، فحدثنا بحديث دانيال ، فقال علي عليه‌ السلام : إن دانيال كان يتيما لا أم له ولا أب ، وإن امرأة من بني إسرائيل عجوزا كبيرة ضمته فربته ، وإن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان ، وكان لهما صديق ، وكان رجلا صالحا ، وكانت له امرأة بهية جميلة ، وكان يأتي الملك فيحدثه ، واحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض أموره ، فقال للقاضيين : اختارا رجلا أرسله في بعض أموري ، فقالا : فلان ، فوجهه الملك ، فقال الرجل للقاضيين : أوصيكما بامرأتي خيرا ، فقالا : نعم ، فخرج الرجل ، فكان القاضيان يأتيان باب الصديق ، فعشقا امرأته ، فراوداها عن نفسها ، فأبت ، فقالا لها : والله لئن لم تفعلي‌لنشهدن عليك عند الملك بالزنى ثم لنرجمنك ، فقالت : افعلا ما أحببتما ، فأتيا الملك ، فأخبراه ، وشهدا عنده أنها بغت ، فدخل الملك من ذلك أمر عظيم ، واشتد بها غمه وكان بها معجبا ، فقال لهما : إن قولكما مقبول ، ولكن ارجموها بعد ثلاثة أيام ، ونادى في البلد الذي هو فيه : احضروا قتل فلانة العابدة ؛ فإنها قد بغت ، فإن القاضيين قد شهدا عليها بذلك ، فأكثر الناس في ذلك ، وقال الملك لوزيره : ما عندك في هذا من حيلة؟ فقال : ما عندي في ذلك من شيء.فخرج الوزير يوم الثالث ، وهو آخر أيامها ، فإذا هو بغلمان عراة يلعبون وفيهم دانيال وهو لايعرفه ، فقال دانيال : يا معشر الصبيان ، تعالوا حتى أكون أنا الملك ، وتكون أنت يا فلان العابدة ، ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها ، ثم جمع ترابا ، وجعل سيفا من قصب ، وقال للصبيان : خذوا بيد هذا ، فنحوه إلى مكان كذا وكذا ، وخذوا بيد هذا ، فنحوه إلى مكان كذا وكذا ، ثم دعا بأحدهما ، وقال له : قل حقا ، فإنك إن لم تقل حقا قتلتك ، والوزير قائم ينظر ويسمع ، فقال : أشهد أنها بغت ، فقال : متى؟ قال : يوم كذا وكذا ، فقال : ردوه إلى مكانه ، وهاتوا الآخر ، فردوه إلى مكانه ، وجاؤوا ، بالآخر ، فقال له : بما تشهد؟ فقال : أشهد أنها بغت ، قال : متى؟ قال : يوم كذا وكذا ، قال : مع من؟ قال : مع فلان بن فلان ، قال : وأين؟ قال : بموضع كذا وكذا ، فخالف أحدهما صاحبه.فقال دانيال : الله أكبر ، شهدا بزور ، يا فلان ، ناد في الناس : أنهما شهدا على فلانة بزور ، فاحضروا قتلهما.فذهب الوزير إلى الملك مبادرا ، فأخبره الخبر ، فبعث الملك إلى القاضيين ، فاختلفا كما اختلف الغلامان ، فنادى الملك في الناس ، وأمر بقتلهما ».


   Back to List