اسم الكتاب : كتاب الديات
اسم الباب : باب الرجل يقطع رأس ميت أو يفعل بهما يكون فيه اجتياح نفس الحي
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن موسى ، عن محمد بن الصباح ، عن بعض أصحابنا ، قال : أتى الربيع أبا جعفر المنصور وهو خليفة في الطواف ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، مات فلان مولاك البارحة ، فقطع فلان مولاك رأسه بعد موته ، قال : فاستشاط وغضب ، قال : فقال لابن شبرمة وابن أبي ليلى وعدة معه من القضاة والفقهاء : ما تقولون في هذا؟ فكل قال : ما عندنا في هذا شيء.قال : فجعل يردد المسألة في هذا ، ويقول : أقتله ، أم لا؟ فقالوا : ما عندنا في هذا شيء ، قال : فقال له بعضهم : قد قدم رجل الساعة فإن كان عند أحد شيء ، فعنده الجواب في هذا ، وهو جعفر بن محمد ، وقد دخل المسعى ، فقال للربيع : اذهب إليه ، فقل له : لو لامعرفتنا بشغل ما أنت فيه لسألناك أن تأتينا ، ولكن أجبنا في كذا وكذا.قال : فأتاه الربيع وهو على المروة ، فأبلغه الرسالة.فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « قد ترى شغل ما أنا فيه وقبلك الفقهاء والعلماء ، فسلهم ».قال : فقال له : قد سألهم ولم يكن عندهم فيه شيء ، قال : فرده إليه ، فقال : أسألك إلا أجبتنا فيه ، فليس عند القوم في هذا شيء ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « حتى أفرغ مما أنا فيه ».قال فلما فرغ ، جاء فجلس في جانب المسجد الحرام ، فقال للربيع : « اذهب ، فقل له : عليه مائة دينار » قال : فأبلغه ذلك ، فقالوا له : فسله : كيف صار عليه مائة دينار؟فقال أبو عبد الله عليه السلام : « في النطفة عشرون ، وفي العلقة عشرون ، وفي المضغة عشرون ، وفي العظم عشرون ، وفي اللحم عشرون ، ( ثم أنشأناه خلقا آخر ، ) وهذا هو ميت بمنزلته قبل أن ينفخ فيه الروح في بطن أمه جنينا ».قال : فرجع إليه ، فأخبره بالجواب ، فأعجبهم ذلك ، وقالوا : ارجع إليه ، فسله : الدنانير لمن هي؟ لورثته ، أم لا؟فقال أبو عبد الله عليه السلام : « ليس لورثته فيها شيء ، إنما هذا شيء أتي إليه في بدنه بعد موته ، يحج بها عنه ، أو يتصدق بها عنه ، أو تصير في سبيل من سبل الخير ».قال : فزعم الرجل أنهم ردوا الرسول إليه ، فأجاب فيها أبو عبد الله عليه السلام بستة وثلاثين مسألة ، ولم يحفظ الرجل إلا قدر هذا الجواب.