اسم الكتاب : كتاب الديات
اسم الباب : باب الرجل يمسك الرجل فيقتله آخر
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن الفضيل ، عن عمرو بن أبي المقدام ، قال : كنت شاهدا عند البيت الحرام ، ورجل ينادي بأبي جعفر المنصور وهو يطوف ، ويقول : يا أمير المؤمنين ، إن هذين الرجلين طرقا أخي ليلا ، فأخرجاه من منزله ، فلم يرجع إلي ، والله ما أدري ما صنعا به.فقال لهما : ما صنعتما به؟فقالا : يا أمير المؤمنين ، كلمناه ، ثم رجع إلى منزله.فقال لهما : وافياني غدا صلاة العصر في هذا المكان ، فوافوه من الغد صلاة العصر وحضرته ، فقال لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام وهو قابض على يده : يا جعفر ، اقض بينهم.فقال : « يا أمير المؤمنين ، اقض بينهم أنت ».فقال له : بحقي عليك إلا قضيت بينهم.قال : فخرج جعفر ، فطرح له مصلى قصب ، فجلس عليه ، ثم جاء الخصماء ، فجلسوا قدامه ، فقال : « ما تقول؟ ».قال : يا ابن رسول الله ، إن هذين طرقا أخي ليلا ، فأخرجاه من منزله ، فو الله ما رجع إلي ، وو الله ما أدري ما صنعا به.فقال : « ما تقولان؟ ».فقالا : يا ابن رسول الله ، كلمناه ، ثم رجع إلى منزله.فقال جعفر عليه السلام : « يا غلام ، اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كل من طرق رجلا بالليل ، فأخرجه من منزله ، فهو له ضامن إلا أن يقيم البينة أنه قد رده إلى منزله ؛ يا غلام ، نح هذا ، فاضرب عنقه ».فقال : يا ابن رسول الله ، والله ما أنا قتلته ، ولكني أمسكته ، ثم جاء هذافوجأه فقتله.فقال : « أنا ابن رسول الله ، يا غلام ، نح هذا ، واضرب عنق الآخر ».فقال : يا ابن رسول الله ، والله ما عذبته ، ولكني قتلته بضربة واحدة ، فأمر أخاه ، فضرب عنقه ، ثم أمر بالآخر ، فضرب جنبيه ، وحبسه في السجن ، ووقع على رأسه : « يحبس عمره ، ويضرب في كل سنة خمسين جلدة ».