Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحدود

اسم الباب : باب حد القاذف

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن بعض أصحابه رفعه ، قال : كان على عهد أمير المؤمنين عليه‌ السلام رجلان متواخيان في الله عز وجل ، فمات أحدهما ، وأوصى إلى الآخر في حفظ بنية كانت له ، فحفظها الرجل ، وأنزلها منزلة ولده في اللطف والإكرام والتعاهد ، ثم حضره سفر ، فخرج وأوصى امرأته في الصبية ، فأطال السفر حتى إذا أدركت الصبية ، وكان لها جمال ، وكان الرجل يكتب في حفظها والتعاهد لها ، فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم ، فيراها قد بلغت مبلغ النساء ، فيعجبه جمالها ، فيتزوجها ، فعمدت إليها هي ونسوةمعها قد كانت أعدتهن ، فأمسكنها لها ، ثم افترعتها بإصبعها ، فلما قدم الرجل من سفره وصار في منزله ، دعا الجارية ، فأبت أن تجيبه استحياء مما صارت إليه ، فألح عليها في الدعاء ، كل ذلك تأبى أن تجيبه ، فلما أكثر عليها ، قالت له امرأته : دعها ؛ فإنها تستحيي أن تأتيك من ذنب كانت فعلته ، قال لها : وما هو؟ قالت : كذا وكذا ، ورمتها بالفجور ، فاسترجع الرجل ، ثم قام إلى الجارية فوبخها وقال لها : ويحك ، أما علمت ما كنت أصنع بك من الألطاف ، والله ما كنت أعدك إلا لبعض ولدي أو إخواني ، وإن كنت لابنتي فما دعاك إلى ما صنعت؟ فقالت الجارية : أما إذا قيل لك ما قيل ، فو الله ما فعلت الذي رمتني به امرأتك ، ولقد كذبت علي ، وإن القصة لكذا وكذا ، ووصفت له ما صنعت بها امرأته.قال : فأخذ الرجل بيد امرأته ويد الجارية ، فمضى بهما حتى أجلسهما بين يدي أمير المؤمنين عليه‌ السلام ، وأخبره بالقصة كلها ، وأقرت المرأة بذلك.قال : وكان الحسن عليه‌ السلام بين يدي أبيه ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌ السلام : « اقض فيها ».فقال الحسن عليه‌ السلام : « نعم ، على المرأة الحد ؛ لقذفها الجارية ، وعليها القيمة ؛ لافتراعها إياها ».قال : فقال أمير المؤمنين عليه‌ السلام : « صدقت » ثم قال : « أما لو كلف الجمل الطحن لفعل ».


   Back to List