اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسين بن محمد الأشعري ، قال : حدثني شيخ من أصحابنا - يقال له : عبد الله بن رزين - قال : كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول صلى الله عليه وآله - وكان أبو جعفر عليه السلام يجيء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد ، فينزل في الصحن ، ويصير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويسلم عليه ، ويرجع إلى بيت فاطمة عليهاالسلام ، فيخلع نعليه ، ويقوم ، فيصلي ، فوسوس إلي الشيطان ، فقال : إذا نزل ، فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه ، فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا. فلما أن كان وقت الزوال أقبل عليه السلام على حمار له ، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه ، وجاء حتى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ، ثم دخل ، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : ثم رجع إلى المكان الذي كان يصلي فيه ، ففعل هذا أياما ، فقلت : إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصى الذي يطأ عليه بقدميه. فلما أن كان من الغد ، جاء عند الزوال ، فنزل على الصخرة ، ثم دخل ، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه ، فصلى في نعليه ولم يخلعهما ، حتى فعل ذلك أياما ، فقلت في نفسي : لم يتهيأ لي هاهنا ، ولكن أذهب إلى باب الحمام ، فإذا دخل إلى الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه ، فسألت عن الحمام الذي يدخله ، فقيل لي : إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة ، فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام ، وصرت إلى باب الحمام ، وجلست إلى الطلحي أحدثه وأنا أنتظر مجيئه عليه السلام ، فقال الطلحي : إن أردت دخول الحمام ، فقم ، فادخل ؛ فإنه لايتهيأ لك ذلك بعد ساعة. قلت : ولم؟ قال : لأن ابن الرضا يريد دخول الحمام ، قال : قلت : ومن ابن الرضا؟ قال : رجل من آل محمد ، له صلاح و ورع ، قلت له : ولايجوز أن يدخل معه الحمام غيره؟ قال : نخلي له الحمام إذا جاء. قال : فبينا أنا كذلك إذ أقبل عليه السلام ومعه غلمان له ، وبين يديه غلام معه حصير حتى أدخله المسلخ ، فبسطه و وافى ، فسلم ودخل الحجرة على حماره ، ودخل المسلخ ، ونزل على الحصير. فقلت للطلحي : هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع؟ فقال : يا هذا ، لا والله ، ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم ، فقلت في نفسي : هذا من عملي أنا جنيته ، ثم قلت : أنتظره حتى يخرج ، فلعلي أنال ما أردت إذا خرج ، فلما خرج وتلبس دعا بالحمار ، فأدخل المسلخ و ركب من فوق الحصير وخرج عليه السلام. فقلت في نفسي : قد - والله - آذيته ولا أعود ولا أروم ما رمت منه أبدا ، وصح عزمي على ذلك ، فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم ، أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن ، فدخل وسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وجاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة عليهاالسلام ، وخلع نعليه ، وقام يصلي.