اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسين بن محمد ، عن المعلى بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير ، قال : كان لي جار يتبع السلطان ، فأصاب مالا ، فأعد قيانا ، وكان يجمع الجميع إليه ، ويشرب المسكر ، ويؤذيني ، فشكوته إلى نفسه غير مرة ، فلم ينته ، فلما أن ألححت عليه فقال لي : يا هذا ، أنا رجل مبتلى ، وأنت رجل معافى ، فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك ، فوقع ذلك له في قلبي ، فلما صرت إلى أبي عبد الله عليه السلام ذكرت له حاله ، فقال لي : « إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك ، فقل له : يقول لك جعفر بن محمد : دع ما أنت عليه ، وأضمن لك على الله الجنة ». فلما رجعت إلى الكوفة ، أتاني فيمن أتى ، فاحتبسته عندي حتى خلا منزلي ، ثم قلت له : يا هذا ، إني ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام ، فقال لي : « إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك ، فقل له : يقول لك جعفر بن محمد : دع ما أنت عليه ، وأضمن لك على الله الجنة». قال : فبكى ، ثم قال لي : الله ، لقد قال لك أبو عبد الله هذا؟! قال : فحلفت له أنه قد قال لي ما قلت ، فقال لي : حسبك ، ومضى ، فلما كان بعد أيام بعث إلي ، فدعاني وإذا هو خلف داره عريان ، فقال لي : يا أبا بصير ، لاو الله ، ما بقي في منزلي شيء إلا وقد أخرجته ، وأنا كما ترى . قال : فمضيت إلى إخواننا ، فجمعت له ما كسوته به ، ثم لم تأت عليه أيام يسيرة حتى بعث إلي : أني عليل فأتني ، فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتى نزل به الموت ، فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه ، فغشي عليه غشية ، ثم أفاق ، فقال لي : يا أبا بصير ، قد وفى صاحبك لنا ، ثم قبض رحمة الله عليه فلما حججت أتيت أبا عبد الله عليه السلام ، فاستأذنت عليه ، فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت - وإحدى رجلي في الصحن ، والأخرى في دهليز داره - : « يا أبا بصير ، قد وفينا لصاحبك ».