اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن أسباط ، عن صالح بن حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بكر الحضرمي ، قال : لما حمل أبو جعفر عليه السلام إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه ، قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أمية : إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ، ثم رأيتموني قد سكت ، فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ، ثم أمر أن يؤذن له. فلما دخل عليه أبو جعفر عليه السلام ، قال بيده : « السلام عليكم » فعمهم جميعا بالسلام ، ثم جلس ، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة ، وجلوسه بغير إذن ، فأقبل يوبخه ، ويقول - فيما يقول له - : يا محمد بن علي ، لايزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ، ودعا إلى نفسه ، وزعم أنه الإمام سفها وقلة علم ، و وبخه بما أراد أن يوبخه ، فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم ، فلما سكت القوم نهض عليه السلام قائما ، ثم قال : « أيها الناس ، أين تذهبون؟ وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أولكم ، وبنا يختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجل ، فإن لنا ملكا مؤجلا ، وليس بعد ملكنا ملك ؛ لأنا أهل العاقبة ؛ يقول الله عز وجل : ( والعاقبة للمتقين ) ». فأمر به إلى الحبس ، فلما صار إلى الحبس تكلم ، فلم يبق في الحبس رجل إلا ترشفه وحن إليه ، فجاء صاحب الحبس إلى هشام ، فقال يا أمير المؤمنين ، إني خائف عليك من أهل الشام أن يحولوا بينك وبين مجلسك هذا ، ثم أخبره بخبره ، فأمر به ، فحمل على البريد هو وأصحابه ليردوا إلى المدينة ، وأمر أن لايخرج لهم الأسواق ، وحال بينهم وبين الطعام والشراب ، فساروا ثلاثا لايجدون طعاما ولاشرابا حتى انتهوا إلى مدين ، فأغلق باب المدينة دونهم ، فشكا أصحابه الجوع والعطش. قال : فصعد جبلا ليشرف عليهم ، فقال - بأعلى صوته - : « يا أهل المدينة الظالم أهلها ، أنا بقية الله ، يقول الله : ( بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ) ». قال : وكان فيهم شيخ كبير ، فأتاهم ، فقال لهم : يا قوم ، هذه - والله - دعوة شعيب النبي ، والله ، لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق ، لتؤخذن من فوقكم ، ومن تحت أرجلكم ، فصدقوني في هذه المرة وأطيعوني ، وكذبوني فيما تستأنفون ؛ فإني ناصح لكم قال : فبادروا ، فأخرجوا إلى محمد بن علي وأصحابه بالأسواق ، فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ ، فبعث إليه ، فحمله ، فلم يدر ما صنع به.