اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبان بن تغلب: عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، و كان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت ، و كان يقعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله و هو معتجر بعمامة سوداء ، و كان ينادي : يا باقر العلم ، يا باقر العلم ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا و الله ، ما أهجر ، و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي ، و شمائله شمائلي ،يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول ». قال : « فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق ، وفي ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي عليهماالسلام ، فلما نظر إليه ، قال : يا غلام ، أقبل ، فأقبل ؛ ثم قال له : أدبر ، فأدبر ؛ ثم قال : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله و الذي نفسي بيده ؛ يا غلام ، ما اسمك؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين ، فأقبل عليه يقبل رأسه و يقول : بأبي أنت و أمي ، أبوك رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام ، و يقول ذلك ». قال : « فرجع محمد بن علي بن الحسين إلى أبيه و هو ذعر ، فأخبره الخبر ، فقال له : يا بني ، و قد فعلها جابر؟ قال : نعم ، قال : الزم بيتك يا بني ؛ فكان جابر يأتيه طرفي النهار ، و كان أهل المدينة يقولون : وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار و هو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين عليهماالسلام ، فكان محمد بن علي يأتيه على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله ». قال : « فجلس عليه السلام يحدثهم عن الله تبارك و تعالى ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا أجرأ من هذا ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا ، يحدثنا عمن لم يره ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله ». قال : « فصدقوه ، و كان جابر بن عبد الله يأتيه ، فيتعلم منه ».