Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحجة

اسم الباب : باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن محمد بن عبد الله ، عن السياري ، عن محمد بن جمهور ، عن بعض أصحابنا: عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه‌ السلام كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله من مكة إلى المدينة على قدميها ، و كانت من أبر الناس برسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فسمعت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله و هو يقول : إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا ، فقالت : وا سوأتاه ، فقال لها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله: فإني أسأل الله أن يبعثك كاسية ؛ وسمعته يذكر ضغطة القبر ، فقالت : وا ضعفاه ، فقال لها رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله: فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك. وقالت لرسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله يوما : إني أريد أن أعتق جاريتي هذه ، فقال لها : إن فعلت ، أعتق الله بكل عضو منها عضوا منك من النار ؛ فلما مرضت ، أوصت إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، و أمرت أن يعتق ... خادمها ، و اعتقل لسانها ، فجعلت تومي إلى رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله إيماء ، فقبل رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله وصيتها. فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين عليه‌ السلام و هو يبكي ، فقال له رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله: ما يبكيك؟ فقال : ماتت أمي فاطمة ، فقال رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله: أمي و الله ، و قام عليه‌ السلام مسرعا حتى دخل ، فنظر إليها و بكى ، ثم أمر النساء أن يغسلنها ، وقال عليه‌ السلام : إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني ، فلما فرغن أعلمنه بذلك ، فأعطاهن أحد قميصيه ، الذي يلي جسده ، و أمرهن أن يكفنها فيه. و قال للمسلمين : إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك ، فسلوني : لم فعلته؟ فلما فرغن من غسلها و كفنها ، دخل صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، فحمل جنازتها على عاتقه ، فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها ، ثم وضعها ، ودخل القبر ، فاضطجع فيه ، ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر ، ثم انكب عليها طويلا يناجيها ، ويقول لها : ابنك ، ابنك ، ابنك ، ثم خرج ، و سوى عليها ، ثم انكب على قبرها ، فسمعوه يقول : لا إله إلا الله ، اللهم إني أستودعك إياها ، ثم انصرف. فقال له المسلمون : إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم؟ فقال : اليوم فقدت بر أبي طالب ، إن كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها و ولدها ، و إني ذكرت القيامة ، و أن الناس يحشرون عراة ، فقالت : وا سوأتاه ، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية ، و ذكرت ضغطة القبر ، فقالت : وا ضعفاه ، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك ، فكفنتها بقميصي ، واضطجعت في قبرها لذلك ، و انكببت عليها ، فلقنتها ما تسأل عنه ؛ فإنها سئلت عن ربها ، فقالت ؛ و سئلت عن رسولها ، فأجابت ؛ و سئلت عن وليها و إمامها ، فأرتج عليها ، فقلت : ابنك ، ابنك ، ابنك ».


   Back to List