اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب سيرة الإمام في نفسه و في المطعم والملبس إذا ولي الأمر
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ؛ وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، وغيرهما بأسانيد مختلفة : في احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العباء ، وترك الملاء ، وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قد غم أهله ،وأحزن ولده بذلك ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « علي بعاصم بن زياد ». فجيء به ، فلما رآه عبس في وجهه ، فقال له : « أ ما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك ، أ وليس الله يقول : ( والأرض وضعها للأنام . فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام )؟ أ وليس الله يقول : ( مرج البحرين يلتقيان . بينهما برزخ لا يبغيان ) إلى قوله ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) ؟ فبالله ، لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال ، وقد قال الله عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ». فقال عاصم : يا أمير المؤمنين ، فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة ، وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال : « ويحك ، إن الله - عز وجل - فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره ». فألقى عاصم بن زياد العباء ، ولبس الملاء.