اسم الكتاب : كتاب الحجة
اسم الباب : باب ما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ، ومن هم
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
محمد بن الحسن ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن الحكم بن مسكين ، عن رجل من قريش من أهل مكة ، قال :قال سفيان الثوري : اذهب بنا إلى جعفر بن محمد ، قال : فذهبت معه إليه ، فوجدناه قد ركب دابته ، فقال له سفيان : يا أبا عبد الله ، حدثنا بحديث خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد الخيف ، قال : « دعني حتى أذهب في حاجتي ؛ فإني قد ركبت ، فإذا جئت حدثتك ». فقال : أسألك بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله لما حدثتني ، قال : فنزل ، فقال له سفيان : مر لي بدواة وقرطاس حتى أثبته ، فدعا به ، ثم قال : « اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد الخيف : نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ، وبلغها من لم تبلغه ، يا أيها الناس ، ليبلغ الشاهد الغائب ؛ فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصيحة لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ؛ فإن دعوتهم محيطة من ورائهم ، المؤمنون إخوة ، تتكافأ دماؤهم ، وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمتهم أدناهم ». فكتبه سفيان ، ثم عرضه عليه ، وركب أبو عبد الله عليه السلام ، وجئت أنا وسفيان. فلما كنا في بعض الطريق ، قال لي : كما أنت حتى أنظر في هذا الحديث ، فقلت له : قد والله ألزم أبو عبد الله عليه السلام رقبتك شيئا لايذهب من رقبتك أبدا ، فقال : وأي شيء ذلك؟ فقلت له : ثلاث لايغل عليهن قلب امرئ مسلم : « إخلاص العمل لله » قد عرفناه ، و « النصيحة لأئمة المسلمين » من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم؟ معاوية بن أبي سفيان ، ويزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وكل من لاتجوز شهادته عندنا ، ولاتجوز الصلاة خلفهم؟! وقوله : « واللزوم لجماعتهم » فأي الجماعة؟ مرجئ يقول : من لم يصل ، ولم يصم ، ولم يغتسل من جنابة ، وهدم الكعبة ، ونكح أمه ، فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل ، أو قدري يقول : لايكون ما شاء الله عز وجل ويكون ما شاء إبليس ، أو حروري يتبرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام ، وشهد عليه بالكفر ، أو جهمي يقول : إنما هي معرفة الله وحده ، ليس الإيمان شيء غيرها؟! قال : ويحك ، وأي شيء يقولون؟ فقلت : يقولون : إن علي بن أبي طالب والله الإمام الذي يجب علينا نصيحته ؛ ولزوم جماعتهم أهل بيته. قال : فأخذ الكتاب فخرقه ، ثم قال : لاتخبر بها أحدا.