Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" وقال امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه ‌السلام: فتواطأت اليهود على قتله في طريقه على جبل حراء وهم سبعون رجلا، فعمدوا إلى سيوفهم فسموها، ثم قعدوا له ذات يوم غلس في طريقه على جبل حراء. فلما صعده، صعدوا إليه، وسلوا سيوفهم وهم سبعون رجلا من أشد اليهود وأجلدهم وذوي النجدة منهم، فلما أهووا بها إليه ليضربوه بها إلتقى طرفا الجبل بينهم وبينه فانضما، وصار ذلك حائلا بينهم وبين محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، وانقطع طمعهم عن الوصول إليه بسيوفهم، فغمدوها، فانفرج الطرفان بعدما كانا انضما، فسلوا بعد سيوفهم وقصدوه. فلما هموا بارسالها عليه انضم طرفا الجبل، وحيل بينهم وبينه فغمدوها، ثم ينفرجان فيسلونها إلى أن بلغ إلى ذروة الجبل، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة. فصعدوا الجبل وداروا خلفه ليقصدوه بالقتل، فطال عليهم الطريق، ومد الله عزوجل الجبل فأبطأوا عنه حتى فرغ رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله من ذكره وثنائه على ربه واعتباره بعبره. ثم انحدر عن الجبل، فانحدروا خلفه ولحقوه، وسلوا سيوفهم عليه ليضربوه بها، فانضم طرفا الجبل، وحال بينهم وبينه فغمدوها، ثم انفرج فسلوها، ثم انضم فغمدوها، وكان ذلك سبعا وأربعين مرة، كلما انفرج سلوها، فاذا انضم غمدوها. فلما كان في آخر مرة، وقد قارب رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله القرار، سلوا سيوفهم عليه فانضم طرفا الجبل، وضغطهم الجبل ورضضهم، ومازال يضغطهم حتى ماتوا أجمعين. ثم نودي: يا محمد انظر خلفك إلى بغاتك بالسوء ماذا صنع بهم ربهم. فنظر فاذا طرفا الجبل مما يليه، منضمان، فلما نظر انفرج الطرفان و سقط أولئك القوم وسيوفهم بأيديهم، وقد هشمت وجوههم وظهورهم وجنوبهم وأفخاذهم وسوقهم وأرجلهم، وخروا موتى تشخب أوداجهم دما. وخرج رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله من ذلك الموضع سالما مكفيا مصونا محفوظا، تناديه الجبال وما عليها من الاحجار والاشجار: هنيئا لك يا محمد نصرة الله عزوجل لك على أعدائك بنا، وسينصرك الله إذا ظهر أمرك على جبابرة امتك وعتاتهم بعلي بن أبي طالب، وتسديده 2) لاظهار دينك وإعزازه وإكرام أوليائك، وقمع أعدائك و سيجعله تاليك وثانيك ونفسك التي بين جنبيك، وسمعك الذي به تسمع، وبصرك الذي به تبصر، ويدك التي بها تبطش، ورجلك التي عليها تعتمد، وسيقضي عنك ديونك، ويفي عنك عداتك، وسيكون جمال امتك، وزين أهل ملتك، وسيسعد ربك عزوجل به محبيه، ويهلك به شانئيه ‏"


   Back to List