Details

تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام


عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
" قال الامام عليه ‌السلام: فلما ضرب الله الامثال للكافرين المجاهرين الدافعين لنبوة محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله والناصبين المنافقين لرسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، الدافعين ما قاله محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله في أخيه علي، والدافعين أن يكون ما قاله عن الله تعالى، وهي آيات محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ومعجزاته لمحمد مضافة إلى آياته التي بينها لعلي عليه ‌السلام بمكة والمدينة، ولم يزدادوا إلا عتوا وطغيانا قال الله تعالى لمردة أهل مكة وعتاة أهل المدينة:(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) حتى تجحدوا أن يكون محمد رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله وأن يكون هذا المنزل عليه كلامي، مع إظهاري عليه بمكة، الباهرات من الآيات كالغمامة التي كانت يظله بها في أسفاره، والجمادات التي كانت تسلم عليه من الجبال والصخور و الاحجار والاشجار، وكدفاعه قاصديه بالقتل عنه، وقتله إياهم، وكالشجرتين المتباعدتين اللتين تلا صقتا فقعد خلفهما لحاجته، ثم تراجعتا إلى مكانهما كما كانتا، وكدعائه الشجرة فجاء‌ته مجيبة خاضعة ذليلة، ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة مطيعة(فأتوا) يا معشر قريش واليهود(ويا معشر النواصب) المنتحلين الاسلام، الذين هم منه براء، ويا معشر العرب الفصحاء البلغاء ذوي الالسن. (بسورة من مثله) من مثل محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله، رجل منكم لا يقرأ ولا يكتب ولم يدرس كتابا، ولا اختلف إلى عالم ولا تعلم من أحد، وأنتم تعرفونه في أسفاره وحضره بقي كذلك أربعين سنة ثم أوتي جوامع العلم حتى علم علم الاولين والآخرين. فان كنتم في ريب من هذه الآيات فاتوا من مثل هذا الكلام ليبين أنه كاذب كما تزعمون. لان كل ماكان من عند غير الله فسيوجد له نظير في سائر خلق الله. وإن كنتم معاشر قراء الكتب من اليهود والنصارى في شك مما جاء‌كم به محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله من شرائعه، ومن نصبه أخاه سيد الوصيين وصيا بعد أن قد أظهر لكم معجزاته التي منها: أن كلمته الذراع المسمومة، وناطقه ذئب، وحن إليه العود وهو على المنبر ودفع الله عنه السم الذي دسته اليهود في طعامهم، وقلب عليهم البلاء وأهلكهم به، وكثر القليل من الطعام(فاتوا بسورة من مثله) - يعني من مثل هذا القرآن - من التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم عليه ‌السلام والكتب الاربعة عشر فانكم لا تجدون في سائر كتب الله سورة كسورة من هذا القرآن. وكيف يكون كلام محمد المتقول أفضل من سائر كلام الله وكتبه، يا معشر اليهود والنصارى. ثم قال لجماعتهم: "" وادعوا شهداء‌كم من دون الله "" ادعوا أصنامكم التي تعبدونها ياأيها المشركون، وادعوا شياطينكم يا أيها النصارى واليهود، وادعوا قرناء‌كم من الملحدين يا منافقي المسلمين من النصاب لآل محمد الطيبين، وسائر أعوانكم على إرادتكم(إن كنتم صادقين) بأن محمدا تقول هذا القرآن من تلقاء نفسه، لم ينزله الله عزوجل عليه، وأن ما ذكره من فضل علي عليه ‌السلام على جميع أمته وقلده سياستهم ليس بأمر أحكم الحاكمين. ثم قال عزوجل(فان لم تفعلوا) أي إن لم تأتوا يا أيها المقرعون بحجة رب العالمين(ولن تفعلوا) أي ولا يكون هذا منكم أبدا(فاتقوا النار التي وقودها - حطبها - الناس والحجارة) توقد ف‍ تكون عذابا على أهلها(أعدت للكافرين) المكذبين بكلامه ونبيه، الناصبين العداوة لوليه ووصيه. قال: فاعلموا بعجزكم عن ذلك أنه من قبل الله تعالى ولو كان من قبل المخلوقين لقدرتم على معارضته. فلما عجزوا بعد التقريع والتحدي، قال الله عزوجل(قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) ‏"


   Back to List