عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" قال الامام عليه السلام: قال الامام موسى بن جعفر عليهما السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله، لما اعتذر هؤلاء المنافقين إليه بما اعتذروا، تكرم عليهم بأن قبل ظواهرهم ووكل بواطنهم إلى ربهم، لكن جبرئيل عليه السلام أتاه فقال: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام ويقول: اخرج بهؤلاء المردة الذين اتصل بك عنهم في علي عليه السلام: على نكثهم لبيعته، وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليا ليظهر من عجائب ما أكرمه الله به، من طواعية الارض والجبال والسماء له وسائر ما خلق الله - لما أوقفه موقفك وأقامه مقامك -. ليعلموا أن ولي الله عليا، غني عنهم، وأنه لا يكف عنهم انتقامه منهم إلا بأمر الله الذي له فيه وفيهم التدبير الذي هو بالغه، والحكمة التي هو عامل بها وممض لما يوجبها. فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله الجماعة - من الذين اتصل به عنهم ما اتصل في أمر علي عليه السلام والمواطأة على مخالفته - بالخروج. فقال لعلي عليه السلام - لما استقر عند سفح بعض جبال المدينة -: يا علي إن الله عزوجل أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك، والمواظبة على خدمتك، والجد في طاعتك، فان أطاعوك فهو خير لهم، يصيرون في جنان الله ملوكا خالدين ناعمين، وإن خالفوك فهو شر لهم، يصيرون في جهنم خالدين معذبين. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لتلك الجماعة: اعلموا أنكم إن أطعتم عليا عليه السلام سعدتم وإن خالفتموه شقيتم، وأغناه الله عنكم بمن سيريكموه، وبما سيريكموه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي سل ربك بجاه محمد وآله الطيبين، الذين أنت بعد محمد سيدهم، أن يقلب لك هذه الجبال ما شئت.فسأل ربه تعالى ذلك، فانقلبت فضة. ثم نادته الجبال: "" يا علي يا وصي رسول رب العالمين إن الله قد أعدنا لك إن أردت إنفاقنا في أمرك، فمتى دعوتنا أجبناك لتمضي فينا حكمك، وتنفذ فينا قضاءك "" ثم انقلبت ذهبا أحمر كلها، وقالت مقالة الفضة، ثم انقلبت مسكا وعنبرا وعبيرا وجواهر ويواقيت، وكل شئ منها ينقلب إليه يناديه: يا أبا الحسن يا أخا رسول الله صلى الله عليه وآله نحن المسخرات لك، ادعنا متى شئت لتنفقنا فيما شئت نجبك، ونتحول لك إلى ما شئت. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرأيتم قد أغنى الله عزوجل عليا - بما ترون - عن أموالكم؟ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي سل الله عزوجل بمحمد وآله الطيبين الذين أنت سيدهم بعد محمد رسول الله أن يقلب لك أشجارها رجالا شاكي الاسلحة، وصخورها اسودا ونمورا وأفاعي. فدعا الله علي بذلك، فامتلات تلك الجبال والهضاب وقرار الارض من الرجال الشاكي الاسلحة الذين لا يفي بواحد منهم عشرة آلاف من الناس المعهودين، ومن الاسود والنمور والافاعي حتى طبقت تلك الجبال والارضون والهضاب بذلك و كل ينادي: يا علي يا وصي رسول الله، ها نحن قد سخرنا الله لك، وأمرنا باجابتك - كلما دعوتنا - إلى اصطلام كل من سلطتنا عليه، فمتى شئت فادعنا نجبك، وبما شئت فامرنا به نطعك. يا على يا وصى رسول الله إن لك عند الله من الشأن العظيم ما لو سألت الله أن يصير لك أطراف الارض وجوانبها هيئة واحدة كصرة كيس لفعل، أو يحط لك السماء إلى الارض لفعل، أو يرفع لك الارض إلى السماء لفعل، أو يقلب لك ما في بحارها الاجاج ماء عذبا أو زئبقا بانا، أو ما شئت من أنواع الاشربة والادهان لفعل ولو شئت أن يجمد البحار ويجعل سائر الارض هي البحار لفعل، فلا يحزنك تمرد هؤلاء المتمردين، وخلاف هؤلاء المخالفين، فكأنهم بالدنيا إذا انقضت. عنهم كأن لم يكونوا فيها(وكأنهم بالآخرة إذا وردت عليهم كأن) لم يزالوا فيها. يا على ان الذى أمهلهم مع كفرهم وفسقهم في تمردهم عن طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذا الاوتاد، ونمرود بن كنعان، ومن ادعى الالهية من ذوي الطغيان وأطغى الطغاة إبليس رأس الضلالات. و ما خلقت أنت ولا هم لدار الفناء، بل خلقتم لدار البقاء، ولكنكم تنقلون من دار إلى دار، ولا حاجة لربك إلى من يسوسهم ويرعاهم، ولكنه أراد تشريفك عليهم، وإبانتك بالفضل فيهم ولو شاء لهداهم. قال عليه السلام: فمرضت قلوب القوم لما شاهدوه من ذلك، مضافا إلى ما كان في قلوبهم من مرض حسدهم له و لعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال الله عند ذلك:(في قلوبهم مرض) أي في قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما اخذت عليهم من بيعة علي بن أبي طالب عليه السلام(فزادهم الله مرضا) بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما أريتهم من هذه الآيات و المعجزات(ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) محمدا ويكذبون في قولهم: إنا على البيعة والعهد مقيمون قوله عزوجل: "" واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون "": 11، 12 . "