عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيكم وقى بنفسه نفس رجل مؤمن البارحة؟ فقال على عليه السلام: أنا يا رسول الله وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شماس الانصاري فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حدث بالقصة إخوانك المؤمنين، ولا تكشف عن اسم المنافق المكابد لنا، فقد كفاكما الله شره وأخره للتوبة لعله يتذكر أو يخشى فقال على عليه السلام: بينا أنا أسير في بني فلان بظاهر المدينة، وبين يدي - بعيدا مني - ثابت بن قيس، إذ بلغ بئرا عادية عميقة بعيدة القعر، وهناك رجل من المنافقين فدفعه ليرميه في البئر، فتماسك ثابت، ثم عاد فدفعه، والرجل لا يشعربي حتى وصلت إليه وقد اندفع ثابت في البئر، فكرهت أن أشتغل بطلب المنافق خوفا على ثابت، فوقعت في البئر لعلي آخذه، فنظرت فاذا أنا قد سبقته إلى قرار البئر. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وكيف لا تسبقه وأنت أرزن منه؟ ! ولو لم يكن من رزانتك إلا ما في جوفك من علم الاولين والآخرين، الذي أودعه الله رسوله وأودعك لكان من حقك أن تكون أرزن من كل شئ، فكيف كان حالك وحال ثابت؟ قال: يا رسول الله صرت إلى قرار البئر، واستقررت قائما، وكان ذلك أسهل علي وأخف على رجلي من خطاي التي أخطوها رويدا رويدا، ثم جاء ثابت، فانحدر فوقع على يدي، وقد بسطتهما له، فخشيت أن يضرني سقوطه علي أو يضره.فما كان إلا كباقة ريحان تناولتها بيدي. ثم نظرت، فاذا ذلك المنافق ومعه آخران على شفير البئر وهو يقول لهما: أردنا واحدا فصار اثنين ! فجاؤا بصخرة فيها مقدار مائتي من فأرسلوها علينا، فخشيت أن تصيب ثابتا، فاحتضنته وجعلت رأسه إلى صدري، وانحنيت عليه، فوقعت الصخرة على مؤخر رأسي، فما كانت إلا كترويحة بمروحة روحت بها في حمارة القيظ. ثم جاؤا بصخرة اخرى فيها قدر ثلاثمائة من فأرسلوها علينا، فانحنيت على ثابت فأصابت مؤخر رأسي، فكانت كماء صببته على رأسي وبدني في يوم شديد الحر. ثم جاؤا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة من يديرونها على الارض لا يمكنهم أن يقلبوها، فأرسلوها علينا، فانحنيت على ثابت فأصابت مؤخر رأسي وظهري فكانت كثوب ناعم صببته على بدني ولبسته، فتنعمت به. ثم سمعتهم يقولون: لو أن لابن أبي طالب وابن قيس مائة ألف روح ما نجت واحدة منها من بلاء هذه الصخور. ثم انصرفوا، وقد دفع الله عنا شرهم، فأذن الله عزوجل لشفير البئر فانحط، ولقرار البئر فارتفع، فاستوى القرار والشفير بعد بالارض، فخطونا وخرجنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "" يا أبا الحسن إن الله عزوجل قد أوجب لك بذلك من الفضائل والثواب مالا يعرفه غيره. ينادي مناد يوم القيامة: أين محبو علي بن أبي طالب؟ فيقوم قوم من الصالحين، فيقال لهم: خذوا بأيدي من شئتم من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنة. فأقل رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل تلك العرصات ألف ألف رجل. ثم ينادى مناد: أين البقية من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فيقوم قوم مقتصدون فيقال لهم: تمنوا على الله عزوجل ما شئتم.فيتمنون فيفعل بكل واحد منهم ما تمنى، ثم يضعف له مائة ألف ضعف. ثم ينادى مناد: أين البقية من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فيقوم قوم ظالمون لانفسهم، معتدون عليها. فيقال: أين المبغضون لعلي بن أبي طالب عليه السلام؟ فيؤتى بهم جم غفير، وعدد عظيم كثير، فيقال: ألا نجعل كل ألف من هؤلاء فداء لواحد من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام ليدخلوا الجنة. فينجي الله عزوجل محبيك، ويجعل أعداءك فداءهم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا الافضل الاكرم، محبه محب الله و محب رسوله ومبغضه مبغض الله و مبغض رسوله، هم خيار خلق الله من امة محمد صلى الله عليه وآله. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: انظر. فنظر إلى عبدالله بن ابي وإلى سبعة. نفر من اليهود، فقال: قد شاهدت ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت يا علي أفضل شهداء الله في الارض بعد محمد رسول الله. قال: فذلك قوله تعالى: "" ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة "" تبصرها الملائكة فيعرفونهم بها، ويبصرها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، ويبصرها خير خلق الله بعده علي بن أبي طالب عليه السلام. ثم قال:(ولهم عذاب عظيم) في الآخرة(بما كان) من كفرهم بالله وكفرهم بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله. قوله عزوجل: "" ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين "": 8 قصة يوم الغدير "